يترقب ملايين المشجعين المصريين إياب الدوري النهائي لدوري أبطال أفريقيا في كرة القدم، والذي يجمع السبت الأهلي المصري ومضيفه الوداد البيضاوي المغربي، معلقين آمالا كبيرة على إحراز النادي لقبه التاسع في المسابقة وتعزيز رقمه القياسي. ووصلت بعثة الأهلي إلى المغرب فجر الخميس استعدادا لخوض المباراة المقررة عند الساعة الثامنة مساء السبت بتوقيت غرينيتش، على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء. وكان الفريقان تعادلا ذهابا 1-1 في الذهاب الأسبوع الماضي على ملعب الجيش ببرج العرب. ويستحضر الجمهور المصري روح نهائي نسخة 2006 من المسابقة القارية، عندما تعادل الأهلي في النهائي على أرضه مع الصفاقسي التونسي، وتمكن من خطف اللقب إيابا على ملعب رادس بهدف في الوقت بدل الضائع لمحمد أبو تريكة. وكرر الأهلي الأمر نفسه في نهائي 2012، عندما تغلب في الملعب نفسه على الترجي التونسي 2-1، بعد تعادلهما 1-1 في مصر. وقال مدرب الأهلي حسام البدري "تنتظرنا 90 دقيقة من العمل الجاد، نسعى خلالها للفوز باللقب الغائب عن النادي منذ نسخة 2013". وأكد البدري بحسب ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للنادي، أن الفريق «سيقاتل» بهدف «الفوز باللقب التاسع وإسعاد الجماهير التي تساند الفريق بكل قوة وفي أي وقت» وكل مكان". وفي دليل على ترقب المباراة، شهدت القاهرةوالدار البيضاء مشهدين مهيبين هذا الأسبوع. ففي العاصمة المصرية، ألغى الأهلي الثلاثاء الحصة التدريبية الأخيرة قبل سفره إلى المغرب، بسبب حضور الآلاف المشجعين إلى ملعب «مختار التتش» حيث كان التدريب سيقام. واكتسى الملعب باللون الأحمر مع ارتداء المشجعين قميص النادي، في محاولة لبث الحماس في نفوس اللاعبين، لاسيما وأن التعادل الإيجابي ذهابا يمنح أفضلية نسبية للوداد في الإياب على أرضه. وتعالت صيحات المشجعين «أفريقيا.. يا أهلي»، بينما رفعت لافتات تطالب اللاعبين بإحراز اللقب الذي سيخول الفريق المشاركة في كأس العالم للأندية التي تستضيفها الإمارات العربية المتحدة الشهر المقبل. وقال أحمد أبو سعدة "أنا طالب في الأزهر وقد تركت محاضراتي وجامعتي وكل شيء لأحضر هذا المران من أجل القميص الأحمر". وتابع الشاب القادم من محافظة كفر الشيخ (140 كلم شمال القاهرة)، أن الأهلي هو "سبب فرحة الشعب المصري بأكمله وسيعود بالكأس من الدار البيضاء". وبحسب الموقع الرسمي للنادي، اعتبر البدري أن «مجرد مشاهدة الجمهور يهتف دفعني إلى استدعاء اللاعبين في غرفة خلع الملابس، وقلت لهم هذه الجماهير تحرّك الحجر، وعليكم القتال والكفاح في مباراة العودة، للعودة بكأس البطولة من أجل إسعادهم». ورأى أن الحضور الكثيف في تدريب الثلاثاء "منح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة، وزاد من دوافعهم ورغبتهم في الفوز باللقب الإفريقي". ولم يكن الحماس في الدار البيضاء أقل، إذ أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم بعد ظهر الأربعاء نفاذ تذاكر المباراة بعد ساعات من طرحها، مشيرا إلى بيع 45800 تذكرة. وشهدت نقطة بيع التذاكر ازدحاما كثيفا وصل إلى حد التدافع، بحسب وسائل إعلام مغربية. كما أظهر شريط مصور عرضته مواقع إلكترونية مغربية، آلاف الأشخاص ينتظرون في طوابير أو يقفون خلف حواجز من الحديد، بينما قام العديد منهم بتسلق أسوار في محيط نقطة البيع، أو حاولوا عبور حواجز الحديد، ما دفع عناصر أمن مزودين بأدوات لمكافحة الشغب، لإرجاعهم. وبحسب الإعلام المغربي، تعتزم السلطات نشر عشرة آلاف عنصر أمن واتخاذ إجراءات مشددة لمرافقة اللاعبين المصريين والمشجعين الضيوف على هامش المباراة. وفي حين لم يذكر النادي الأهلي عدد مشجعيه الذين سينتقلون إلى المغرب، توقع السفير المصري في الرباط أشرف إبراهيم في مداخلة هاتفية مع قناة الأهلي أن يزيد هذا العدد عن ألف شخص. ويبحث الأهلي عن تعزيز رقمه القياسي في ألقاب المسابقة الأفريقية الأم وإحرازه للمرة الأولى منذ عام 2013، بينما يأمل الوداد في إحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخه والأولى بعد انتظار دام 25 عاما. ونقلت وسائل إعلام مغربية عن مدرب الوداد حسين عموته قوله أن "التحضيرات غير عادية لأن الأمر يتعلق بإياب نهائي دوري الأبطال. نعمل على بعض السيناريوهات التي قد تحدث في المباراة". وتابع «هناك عدة احتمالات لكن أهمها أن نصل لشباك الأهلي، ونسجل كي نعرف كيف ندير دقائق المباراة»، مشددا على انه "لا يمكن لفريق الوداد أن يتراجع للخلف، ولو أن نتيجة التعادل السلبي تؤهلنا لمعانقة اللقب حيث علينا أن نحتاط لأن الأهلي يتوفر (يعتمد) على عدة مهاجمين جيدين بإمكانهم أن يخلقوا لنا عدة متاعب". وسيغيب عن الوداد لاعبه محمد أوناجم الذي أصيب في مباراة الذهاب، بينما سيعود إلى صفوفه أمين العطوشي الذي غاب عن المباراة الأولى بسبب الاصابة. من جهته، يرجح أن يفتقد الأهلي الدولي التونسي علي معلول، وحسام عاشور وصالح جمعة ومروان محسن، وسيعول بشكل كبير على مهاجمه المغربي وليد أزارو الذي سجل ثلاثية في إياب نصف النهائي في مرمى النجم الساحلي التونسي (6-2). ورأى محمد يوسف، المدير الفني السابق للنادي الأهلي والذي قاده الى لقبه الأخير في دوري الأبطال، أن النادي "يتميز بطابع خاص في المباريات النهائية وهو القتال حتى أخر لحظة". وفي إشارة إضافية إلى الضغط الذي تفرضه المباراة، نقل الوداد تدريباته إلى الرباط للابتعاد عن الأجواء الضاغطة في الدار البيضاء. وقال عموته "المغرب كله يساند الوداد لنيل لقب غاب عنا منذ زمن بعيد، وهذا يفرض علينا التحضير الذهني".