أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور خالد الغامدي أن المملكة ستبقى مأرز الإيمان والأمن ومنارة الإسلام والسلام لكل العالم بما شرفها الله من عقيدة وأخلاق وسلوك وبما حوته من مقدسات طاهرة وآثار النبي صلى الله عليه وسلم ومنازل الصحابة الكرام ومآثر التاريخ. وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس: «إن شيوع الأمن في مجتمعات المسلمين عامة ضرورة شرعية وحياتية لتستقيم حياة الناس ويقوموا بعبادة ربهم، وهو أشد ضرورة وإلحاحا في بلاد الحرمين المملكة، لأنها معقل التوحيد ورمز الإسلام وحامية مقدسات المسلمين، فالحفاظ على عقيدتها وأمنها وأخلاقها وسلامتها واجب شرعي على كل مسلم مواطن أو مقيم في هذه البلاد». وبيّن أن «مقابلة نعم الله بالبطر والتكبر والإسراف والتبذير وارتكاب ما حرم الله بها مؤذنة بزوالها ونذير شؤم بسلبها واستردادها»، لافتا إلى أن من أقسى صور السلب بعد العطاء وأمَرّها أن يسلب الإنسان في حياته لذة الطاعة والإنابة وخشوع القلب وزكاة النفس، ويبلغ السلب بعد العطاء ذروته حين يسلب العبد الإيمان وشهادة الحق ساعة الاحتضار وسكرات الموت فيعاقب بسوء. وأضاف: «ما من إنسان في هذه الحياة إلا وهو يتقلب بين حالتين لا ينفك عنهما، فإما أن يكسوه الله لباس النعمة والسراء، وإما أن تنزع فتصيبه حالة الضراء والبؤس والبأساء، ولا يخلو أحد من بني البشر من هاتين الحالتين حتى يقضي أجله في هذه الحياة». وأوضح أن الله سبحانه وتعالى بين لنا كيفية تعامل الإنسان من حيث طبيعته الإنسانية مع حالتي النعماء والضراء، لقوله (ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور * ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور)، مضيفا: الإنسان يسرف في الفرح بالنعماء والسراء ويظن أن الله اختصه بها لكرامته عنده حتى يصل إلى حد الأشر والبطر والفخر وينسى أنها نعمة لله ولو شاء لنزعها منه في لمح البصر، وفي المقابل نجد أنه يجزع ويتسخط ويقنط من رحمة الله إذا ابتلي بالضراء ونزعت منه العافية والرحمة، وحتى يصل به الحال إلى اتهام الله في قدره والاعتراض عليه في قضائه، وتلك فتنة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.