تشهد مدينة جدة نقلة حضارية كبرى خلال الفترة القادمة، تمهيدا لتأهيلها ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم، بعد حزمة من المشاريع يجري العمل عليها حاليا، آخرها إطلاق مشروع «جدة داون تاون» الأسبوع الماضي، الذي سيوضع حجر أساسه في الربع الأول من 2019، مع افتتاح المرحلة الأولى في 2022، إضافة للمشاريع القائمة حاليا، والمتوقع الانتهاء منها قريبا، أبرزها قطار الحرمين، ومطار الملك عبدالعزيز الجديد. وأكد اقتصاديون أن الاستثمار في المشروع بتكلفة 18 مليار ريال على مدار 10 سنوات دلالة على ضخامة المشروع، إذ يبلغ متوسط حجم الاستثمارات اليومية في المشروع خمسة ملايين ريال خلال السنوات العشر الأولى، إضافة لانعكاساته غير المباشرة على كل من قطاعات «المقاولات، النقل، والبناء والتشييد، والأسمنت». وبينوا أن المشروع يهدف لتهيئة بيئة جاذبة ومميزة تسهم في تطوير مدينة جدة، ودعم طموحاتها لتصبح ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم؛ إذ سيساهم المشروع في تطوير منطقة حيوية مناسبة للترويح عن النفس والترفيه والتسوق؛ ما سيجعلها وجهة فريدة لمختلف فئات المجتمع من السكان والزائرين. ولفتوا إلى أن مشروع «جدة داون تاون» له انعكاسات اقتصادية جمة، أبرزها دعم الجوانب «السياحية والترفيهية، والتنموية» في مدينة جدة، إضافة لتوفير العديد من الفرص الوظيفية، كما أعلنها صندوق الاستثمارات أخيرا، التي من المتوقع أن تخلق 36 ألف فرصة وظيفية. وكشف رئيس غرفة تجارة وصناعة الباحة السابق رجل الأعمال أحمد العويفي ل«عكاظ» أن مشروع برج جدة، سيصبح محط أنظار الجميع؛ نظرا لضخامته الذي يأتي منسجما مع تحقيق أهداف رؤية 2030؛ إذ إن استثمار نحو 18 مليار ريال على مدار 10 سنوات دلالة على ضخامة المشروع، باستثمارات يومية تقدر بخمسة ملايين ريال في السنوات العشر الأولى، خصوصا أن المشروع يرتكز على أربعة مجالات رئيسية «السكني 42%، والمكاتب 12%، والتجزئة والترفيه 35%، والضيافة 11%». وأكد أن مشروع برج جدة يعد من الاستثمارات التنموية المتوافقة مع رؤية 2030، وله انعكاسات إيجابية بدعم التنمية المحلية، وتنشيط القطاعات الاقتصادية المستهدفة، وتحقيق عوائد اقتصادية كبرى. وقال العويفي: «مشروع إعادة تطوير الواجهة البحرية في وسط كورنيش مدينة جدة له أهمية تنموية، وتحول الموقع إلى وجهة سياحية تستقطب الزوار من داخل مدينة جدة وخارجها، إضافة لاستقطاب فئات من خارج المملكة، والمشروع سيتم بناؤه وفقا لأعلى المعايير العالمية، وسيدعم التسوق والترفيه والسياحة البحرية، وأتوقع أن يسهم في تغيير وجهة مدينة جدة، وتعزيز مكانتها السياحية، وتطوير جزء مهم من شاطئها، لتصنف ضمن قائمة أفضل 100 مدينة عالميا». وبين المستثمر في المجال السياحي عبدالله الغروي ل«عكاظ» أن مدينة جدة من المدن الرئيسية في المملكة، وتمتلك مقومات السياحة الداخلية التي تستقطب العديد من السياح من خارجها. وأضاف: «إعادة تطوير الواجهة البحرية في وسط كورنيش جدة، مع تنفيذ مشروع «جدة داون تاون» سينعكس في ازدهار أربعة مجالات اقتصادية بشكل ملحوظ، تتمثل في دعم الجانب السياحي، والترفيهي، والتنموي في مدينة جدة، إضافة لخلق آلاف الفرص الوظيفية، كما أن إنشاء نحو 12 ألف وحدة سكنية على الواجهة البحرية لكورنيش جدة يعد رقما كبيرا؛ ما يدل على ضخامة المشروع المتوقع الانتهاء من مرحلته الأولى في 2022». وتوقع الغروي أن يحول المشروع مدينة جدة إلى أهم الوجهات السياحية في الشرق الأوسط والعالمية، خصوصا أن خطته تضم إنشاء كل من: «المتاحف ومراكز للأنشطة الثقافية والاجتماعية، ومنطقة مركزية لأنشطة الأعمال والابتكار، ومنطقة للنشاطات التجارية والتسوق، ومنطقة الحدائق والمتنزهات الترفيهية، والنشاطات الرياضية، ومنطقة للضيافة والفنادق والمنتجعات، ومنطقة الشاطئ والنشاطات البحرية والتنزه، ومرسى للقوارب واليخوت الخاصة التي ستكون جاذبة لكافة الفئات العمرية. وأشار الصناعي رجل الأعمال محمد شماخ ل «عكاظ» إلى أن هذا المشروع الضخم له انعكاسات ضخمة غير مباشرة على عديد من القطاعات، منوها إلى أن كل من قطاعات (المقاولات، النقل، والبناء والتشييد، والأسمنت) ستسجل ارتفاعا ملحوظا في الطلب عليها، خصوصا أن مسطحات البناء في المشروع تتجاوز خمسة ملايين متر مربع، وتحتوي 12 ألف وحدة سكنية، تكفي لما يقارب 58 ألف فرد. وزاد: «قطاع التشييد والبناء والأسمنت سيزداد الطلب عليه، خصوصا بعد انخفاض أسعار مواد البناء والأسمنت حاليا لتراجع الطلب عليهما؛ لذا فإن المشروع سيرفع إيرادات هذين القطاعين خلال فترة إنجاز المشروع».