ردّ رئيس نادي برشلونة الإسباني جوسيب ماريا بارتوميو أمس (الثلثاء) على الانتقادات التي طالته في قضية انتقال البرازيلي نيمار إلى باريس سان جرمان الفرنسي، معتبراً أنّ ناديه سيكون أفضل بغيابه، ومؤكداً في الوقت نفسه قرب توقيع الأرجنتيني ليونيل ميسي عقده الجديد. ومنذ انتقاله في آب (أغسطس) إلى سان جرمان في صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو، ساءت العلاقة بين النادي الكاتالوني ونجمه السابق، إذ وجّه الأخير انتقادات حادة إلى مسؤوليه السابقين، بينما رفع النادي دعوى قضائية بحقه مطالباً بتعويض مالي. وفي ما بدا أنها محاولة للرد على الإنتقادات التي وصلت إلى حد مطالبة المشجعين باستقالته، لاسيما في ظل الصفقات الضعيفة في سوق الانتقالات والفشل في تعويض رحيل النجم الدولي البالغ 25 عاماً، أدلى بارتوميو بتصريحات نشرت في وقت متزامن الثلثاء في صحيفتين كاتالونيتين هما "سبورت" و"موندو ديبورتيفو". وقال بارتوميو ل "موندو ديبورتيفو"، "يبدو فريقنا أقلّ قوة إلاّ أنّ هذا ليس صحيحاً. في كل مركز، نحن نطمح لكي نصبح فريقاً أفضل". أضاف "الناس سيرون أن فريق الموسم الحالي سيكون أكثر تنافسية من الموسم المنصرم، بالتأكيد من دون نيمار ولكن مع لاعبين مثل (الفرنسي عثمان) ديمبيلي. لم يعد لدينا الثلاثي ميسي-سواريز-نيمار، لكن أصبحنا أكثر توازناً على الملعب". وفي تصريحاته ل "سبورت"، قال بارتوميو "بالنسبة إلى برشلونة، إنها فرصة للإنتهاء من الثلاثي والتركيز على اللعب الجماعي (...) التمريرات القصيرة في وسط الملعب شكّلت تقليدياً نقطة قوة برشلونة". وضم برشلونة ديمبيلي (20 عاماً) من نادي بوروسيا دورتموند الألماني، في صفقة قد تصل قيمتها إلى 147 مليون يورو. إلاّ أنه فشل في ضم أبرز هدف له، وهو صانع الألعاب البرازيلي فيليبي كوتينيو، بعد أسابيع من الأخذ والرد مع ناديه ليفربول الإنكليزي. وكشف برشلونة الأسبوع الماضي أن ليفربول طلب 200 مليون يورو للتخلي عن كوتينيو، وهو ما كرره بارتوميو الثلثاء. وقال الأخير "كنا نرغب بضم كوتينيو لتدعيم خط الوسط ومساعدة المهاجمين، لكننا لم نقم بذلك بسبب السعر المرتفع للاعب"، معرباً عن تقبله لانتقادين "ذاتيين" فقط "تصديق كلمة عائلة نيمار بأنه سيبقى (مع برشلونة)"، وعدم قدرته على خفض فائض العديد في الفريق. وأكد بارتوميو أنه "إذا عقد اللاعب العزم على الرحيل، عليه أن يعلن رغبته بوضوح لكي نرى ما سنفعله، فهذا يسمح لناديه بالبحث عن بديل"، مشيراً إلى أنه "لم يترك لنا هذه الفرصة". وبعدما نشرت قناة برازيلية التصريحات عبر حسابها على "إنستغرام"، ردّ نيمار في خانة التعليقات بالقول "هذا الرئيس هو دعابة". وتشكّل هذه التصريحات الفصل الأخير من حرب كلامية وقضائية بين نيمار والنادي الذي انضم إليه عام 2013. فبعد انتقاله إلى سان جرمان، اعتبر نيمار أنّ برشلونة "يستحق أفضل بكثير" من مديريه الحاليين. وبعد أقلّ من 48 ساعة على هذه التصريحات، كشف النادي أنه يقاضي نجمه السابق على خلفية عدم احترام عقده معه، بعدما كان وقع على تمديده في صيف 2016. كما رفض برشلونة منح نيمار مكافأة بموجب هذا التمديد، كانت تستحق بعد مرور السنة الأولى من العقد الجديد. وفي التصريحات نفسها، سعى بارتوميو إلى طمأنة مشجعي برشلونة لمستقبل نجمهم الأبرز "ليو" ميسي، مؤكداً أن إجراءات تمديد عقده تسير بشكل جيّد، وستتوج بتوقيعه الشخصي قريباً. ولم يوقع ميسي (30 عاماً) الذي ينتهي عقده الحالي في حزيران (يونيو) 2018، على العقد الجديد الممتد حتى 2021، ما أثار قلق مشجعي برشلونة لاسيما في أعقاب رحيل نيمار. وقال بارتوميو "كل شيء تقرر وتم التوقيع عليه (...) ثمة ثلاثة عقود. واحد مع مؤسسة ميسي وقع من قبل رئيس المؤسسة وشقيق اللاعب. عقد يتعلق بحقوق صور 'ليو' ميسي وقعه والده الذي يعمل وكيلاً في مؤسسته، وهناك عقد العمل الذي وقعه والد ميسي أيضاً". أضاف "تم توقيع العقد ودخل حيز التنفيذ في 30 حزيران (يونيو)... خضع للتدقيق المالي لأنه ضمن حسابات الموسم الماضي. لا توجد أي مشكلة. لم يبق سوى التوقيع البروتوكولي. نحن مرتاحون". ولدى سؤاله ما إذا كان التوقيع من قبل اللاعب نفسه سيتم قبل أقل من شهر، قال بارتوميو "آمل في ذلك نعم. لم يتبق سوى ذلك". وبموجب هذا العقد سيرتبط ميسي بفريقه الحالي حتى بلوغه الرابعة والثلاثين من عمره. وأبدى بارتوميو تفاؤله بشأن مستقبل صانع الألعاب المخضرم أندريس إنييستا (33 عاماً) الذي ينتهي عقده في حزيران (يونيو) 2018. وقال رئيس النادي "لدينا اتفاق من حيث المبدأ لتمديد العقد ونأمل في تحقيق ذلك في الأسابيع المقبلة (...) إنه لاعب نود أن ينهي مسيرته هنا وأن يقرّر متى يضع حداً لعقده بمعنى بأن نمنحه عقداً من دون فترة محددة حيث يستطيع تجديده تلقائيا من سنة إلى أخرى".