دقائق قليلة فصلت بين البيان السعودي الذي أكد تلقي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اتصالا من أمير قطر أبدى فيه رغبته في الحوار، والبيان الثاني الذي جاء رداً على بيان وكالة الأنباء القطرية التي حورت مضامين الاتصال من أجل التدليس على الشعب القطري الشقيق. تلك الدقائق القليلة كانت كفيلة بأن تخرج أخي سلمان العودة وأخي عوض القرني من صمتهما المطبق تجاه الأزمة فغردا فرحين مستبشرين بنهايتها، متأملين أن تعود المياه إلى مجاريها من جديد وتعود معها رحلاتهما المكوكية إلى الدوحة وجلساتهما الحميمية مع رفقائهما الذين هم الآن بيادقة في وسائل الإعلام القطرية، لكن سرعان ما خذلهم النظام القطري المتمرد على الشرعية الدولية ونكص على عقبيه وعاد إلى عادته في الكذب والتزوير، فما كان من أخوي الكريمين إلا أن عادا إلى توشح الصمت من جديد. دقائق محدودة كانت كفيلة بأن تخرج حميتهما لقطر لكن حميتهما الوطنية لم تحركها مئة يوم كانت مليئة بالتحريض على وطنهم المملكة العربية السعودية وشتم قيادتها والعمل على تفجير الوحدة الوطنية وضرب السلم الاجتماعي والتآمر لزعزعة الأمن في هذه الدولة، واختاروا طائعين كسر أقلامهم والاكتفاء بالجلوس على مقاعد المتفرجين وأن يخذلوا وطنهم تماماً كما فعلوا في أزمة الخليج عام 90. لا يمكن لأزمة مهما كانت معقدة أن تستمر إلى ما لا نهاية بما في ذلك الأزمة مع قطر، لكن التاريخ سيسجل قوائم الشرف والكرامة وقوائم الخذلان والعار.