لا تزال تداعيات الإعصار هارفي الذي ضرب ولاية تكساس الأمريكية بلا هوادة تفوق أي وصف، كما يصعب تقييمها على وجه الدقة أمام هول الكارثة التي حلت بهذه الولاية وأصاب الحياه فيها بالشلل التام. ورغم مرور خمسة أيام على بداية الإعصار العنيف، الذي لم تعرف الولاية له مثيلا منذ 1961، لا يزال «هارفي» يستمطر السماء بينما يتجه ببطء صوب ولاية لويزيانا المجاورة. ووفقا لوكالة «بلومبيرغ»، فمن المتوقع أن تصل الخسائر في تكساس جراء الإعصار إلى ما بين 30 و100 مليار دولار. في غضون ذلك، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى ولاية تكساس اليوم (الثلاثاء) لتقييم الاستجابة ل«هارفي» في أكبر كارثة طبيعية حتى الآن خلال فترة ولايته، فيما يكافح المسؤولون في مدينة هيوستون للتعامل مع الأمطار التي بلغت مستويات قياسية، إذ أشار إحصاء خدمة الأرصاد الوطنية إلى هطول 34 ترليون لتر من الأمطار على المنطقة حتى مساء أمس (الاثنين). وتسبب «هارفي» في فيضانات كارثية في تكساس وقتل تسعة أشخاص على الأقل، كما أدت إلى عمليات إجلاء جماعي للسكان وأصابت هيوستون رابع أكبر مدينة أمريكية من حيث عدد السكان بالشلل كما هزت أسواق الطاقة. ومن المتوقع أن يتدفق نحو 30 ألف شخص على ملاجئ الطوارئ، فيما تدخل الفيضانات يومها الرابع، فيما أنقذ نحو 3500 شخص بالفعل من المياه المرتفعة في منطقة هيوستون، بينما تواصل الشرطة وفرقة الإطفاء وجنود الحرس الوطني محاولة العثور على من غمرتهم المياه. في موازاة ذلك، أفاد مسؤولون في مقاطعة هاريس حيث تقع هيوستون، بأن الخزانات التي بنيت لاحتواء مياه الصرف الصحي بدأت تتداعى اليوم، وحثوا السكان على إخلاء منازلهم فيما يطلقون المياه للتخفيف من الضغط على سدين في تحرك قد يزيد منسوب الفيضانات على طول ممر بافلو بايو المائي الذي يمتد عبر المنطقة. وحطمت العاصفة الأرقام القياسية لهطول الأمطار في أحد مواقع القياس جنوبي هيوستون، إذ وصل المنسوب إلى 1.25 متر منذ بداية العاصفة، وهذا أكثر مما تشهده المنطقة عادة في عام ويتجاوز الرقم الذي سجل عام 1978 وبلغ 1.22 متر.