صريحاً كالحق، إذ لا يتوان وزير الدولة الإمارتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، عن كشف زيف الإعلام القطري، وتعرية المتطاولين والمضللين، إبان التطورات المتسارعة خلال الأزمة الحالية مع الحكومة القطرية، وخاصة بعد التصعيد القطري المستمر وانعدام اللباقة الدبلوماسية لدى المسؤولين القطريين. ونكاد نقول إن قرقاش تصدر للقضية، إذ واكبها لحظة بلحظة معبراً بكل وضوح وبلا مواربة عن موقف الإمارات والدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وتصدى الوزير الإماراتي لبعض القوى التي تنسج الافتراءات تجاه موقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، إذ يعد نجاح قرقاش في قلب الموازين، وفضح سياسة قطر الإرهابية، إثبات بأن الإمارات دولة محورية، وأن التقارب السعودي الإماراتي في السنوات الأخيرة، أحدث تغيراً في قواعد اللعبة السياسية. وأكد من جديد أن للخليجيين صوتاً قوياً، ونفوذاً مؤثراً على خارطة السياسة الإقليمية. قرقاش انضم إلى الحكومة الاتحادية في أبوظبي عام 2006 بمنصب «وزير للدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي»، ثم تم تعيينه في فبراير 2008 بمنصبه الحالي «وزير للدولة للشؤون الخارجية». إضافة إلى منصبه السابق، حتى التشكيل الوزاري عام 2016، والذي احتفظ فيه بمنصب وزير الدولة الشؤون الخارجية فقط، لم تخرج أراءه عن حدود اللباقة السياسية، مترفعاً عن الصغائر. ويرأس قرقاش فريق عمل دولة الإمارات للمراجعة الدولية لحقوق الانسان، إضافة إلى عضويته في الكثير من اللجان والمؤسسات. ويترقّب الإماراتيين تصريحات قرقاش، إذ تعد مؤشراً دقيقاً للتوجهات الإماراتية الخارجية، وتحمل معلومات وأراء، يكشفها تباعاً باللغتين العربية والإنجليزية، وتستند إلى وقائع وأدلة لا يمكن لأحد إنكارها، أو يقف أمام حقيقتها. وما إن يبدأ التغريد عبر حسابه، حتى تتقاذف وكالات الأنباء، والقنوات الإخبارية تصريحاته، ما يؤكد ثقة الإماراتيين بما يكتب. ولأنه من الإمارات دولة العمل والعطاء، لم يكن غريباً أن يخرج منها أمثال «معالي الوزير» قرقاش، الذي يجيد التخاطب السياسي، والتعبير عن مواقف دولته بهدوء واتزان، مجسداً مسيرة دولته التي تسير بثقة نحو الأمام، ولا تلتفت للتوافه.