تسعى عدة شركات عالمية في الحصول على جزء من «كعكة» الشركة المتخصصة بخدمات نقل الركاب «أوبر»، بعد تواتر أخبار عديدة حول تقديم مجموعات استثمارية، ثلاثة عروض مختلفة لتملك حصة في «أوبر»، في ظل استفهامات تثار حول الأسباب الدافعة للشركة لبيع جزء من أسهمها رغم التفاؤل الذي يحيط بمستقبل «أوبر»، وسط توقعات أن تتجاوز قيمتها التقديرية 100 مليار دولار. وتتركز العروض الثلاثة في غالبيتها على شراء أسهم «أوبر» من المستثمرين الحاليين عوضاً عن طرح أسهم جديدة، وأبرزها تتلخص في محادثات شراء «سوفت بنك» حصة ضخمة تمكنها من حجز صوت لها في مجلس الإدارة. وقرر مجلس إدارة «أوبر» دراسة العرض المقدم أيضاً من تحالف يقوده المستثمر في الشركة «شيرفين بيشيفار»، بحسب ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، والذي يهدف لشراء جزء من حصة المستثمرين الحاليين، في حين صوت المجلس على استئناف المحادثات بشأن العرض المقدم من «Dragoneer Investment Group» لشراء حصة من أسهم الشركة. وتكمن المفارقة في عروض الاستحواذ الثلاثة في توقيت طرح عروض الشراء، لاسيما في ظل الظروف الإدارية الصعبة التي تمر بها «أوبر»، بعد استقالة المدير التنفيذي للشركة ترافيس كالانيك، وفي ظل انتقادات لاذعة من أعضاء مجلس الإدارة والمستثمرين على حد سواء. وفيما تواجه الشركة مشكلات في إدارتها التنفيذية، لاتزال تشكل استثمارا جذابا، وتشهد نمواً متسارعاً في أنشطتها في مجال خدمات نقل الركاب عالمياً. وانقسم أعضاء مجلس الإدارة بين مؤيد ومعارض حيال العروض المطروحة، في حين يعتبر بعض المساهمين الحاليين أن بيع الأسهم في الوقت الراهن يشكل دفعة قوية للشركة في مجال تأمين أرباح ضخمة. وعكست النقاشات الجدية من قبل الرئيس التنفيذي لشركة «سوفت بنك» ماسايوشي سون مع إدارة «أوبر»، تصدر «سوفت بنك» قائمة المهتمين بشراء حصة ضخمة في «أوبر». إلا أن استثمارات «سوفت بنك» في شركة «غراب» لتأجير السيارات ومقرها جنوب شرق آسيا، بقيمة 2.5 مليار دولار بمشاركة «ديدي شوكينغ» الصينية، أثار امتعاض مجلس إدارة «أوبر» الذين حذروا من وصول عرض سوفت بنك الاستحواذي إلى نهاية مؤسفة، لما تلعبه الأخيرة من دور إستراتيجي في دعم الشركة المنافسة لأوبر "غراب".