لا يعرف العالم ما إذا كان التصعيد الكلامي بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوريا الشمالية، قد تؤدي إلى حرب عسكرية، لا يعرف أحد منتهاها، إذ اشتعلت وزارات خارجية لدول عدة بتصريحات تدعو إلى التهدئة. اليوم الجمعة، توعد دونالد ترمب مجددا باستخدام القوة ضد كوريا الشمالية مؤكدا أن الخيار العسكري "جاهز للتنفيذ" رغم دعوة الصين إلى ضبط النفس في محاولة لتهدئة الحرب الكلامية غير المسبوقة بين واشنطن وبيونغ يانغ. وكتب ترمب على موقع التواصل الاجاماعي "تويتر" أن "الحلول العسكرية وضعت بشكل كامل حاليا وهي جاهزة للتنفيذ في حال تصرفت كوريا الشمالية بدون حكمة. نأمل أن يجد (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ أون مسارا آخر!". وردت عليه وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية واصفة اياه بانه شخص "بغيض مهووس بالحرب النووية"، وأضافت أن "ترمب يقود الوضع في شبه الجزيرة الكورية الى شفير حرب نووية". وعلقت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من برلين "لا أرى حلا عسكريا لهذا النزاع" مضيفة أن "ألمانيا ستشارك بشكل مكثف في خيارات الحل غير العسكرية، إلا أنني أرى أن التصعيد الكلامي هو رد خاطئ". من جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن مخاطر اندلاع نزاع بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية "كبيرة جدا"، ملمحا الى أنه يعود لواشنطن القيام بخطوة أولى من أجل نزع فتيل الأزمة. في نيويورك، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة "لقد حان الوقت لكي يركز جميع الاطراف على سبل خفض التوتر". وفي وقت سابق، حضت الصين كلا من الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية على تخفيف التصعيد. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ في بيان واشنطن وبيونغ يانغ إلى الابتعاد عن "المسار القديم في تبادل استعراض القوة ومواصلة تصعيد الوضع" معتبرا أن "الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية في غاية التعقيد والحساسية". وأضاف "ندعو الأطراف المعنية إلى توخي الحذر في أقوالهم وأفعالهم، والمساهمة بشكل أكبر في تخفيف التوترات وتعزيز الثقة المتبادلة". والخميس، أشار ترمب إلى أن الاكتفاء بتصعيد اللهجة حيال الدولة المعزولة ربما "لم يكن قاسيا بما فيه الكفاية" بعدما كان حذر بمواجهتها ب"الغضب والنار" في حال واصلت تهديداتها للولايات المتحدة. وفي تصريحاته الجديدة، حذر ترمب كوريا الشمالية من أن عليها "أن تقلق كثيرا جدا" من عواقب مجرد التفكير في ضرب الأراضي الأميركية، بعدما أعلنت بيونغ يانغ أنها تحضر خططا لإطلاق صواريخ تجاه جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ. ورفض الرئيس الجمهوري الانتقادات الموجهة للتحذير الذي أطلقه الثلاثاء الماضي، مشيرا إلى تهديدات نظام كيم لواشنطن وحلفائها. وأضاف أن الصين، حليفة بيونغ يانغ الأبرز، تستطيع أن تفعل "أكثر من ذلك بكثير" لممارسة ضغوط على كيم لحضه على وضع حد لبرامج بلاده النووية والبالستية، في انتقاد لم يعلق عليه غينغ في بيانه. لكن مسؤولا في البيت الابيض أوضح أنه ينبغي عدم التعامل مع تصريحات ترمب بوصفها اشارة الى عمل عسكري وشيك. وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته "هناك خطط عسكرية لغالبية الازمات في العالم، وهذه الخطط يتم تحديثها باستمرار ونقدم خيارات للرئيس. ليس ثمة جديد".، وأكد الجيش الأميركي اليوم (الجمعة) أنه "مستعد للقتال" إذا أمر الرئيس بذلك. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روب مانينغ لفرانس برس "نحن في اقصى حالة جهوزية لمواجهة الخطر الكوري الشمالي بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة". -خطة هجوم على غوام- وتأتي تصريحات ترمب بعدما أعلنت كوريا الشمالية خطة مفصلة لإطلاق أربعة صواريخ عبر اليابان إلى غوام، حيث ينتشر 6000 جندي أميركي. وأشارت كوريا الشمالية إلى أن خطتها لاستهداف محيط الجزيرة التي تعد موقعا رئيسيا للجيش الأميركي غرب المحيط الهادئ، تشكل "تحذيرا اساسيا للولايات المتحدة" حيث أنّ "القوة المطلقة وحدها" سيكون لها تأثير على الرئيس الأميركي "الفاقد للإدراك". وبحسب خطة كوريا الشمالية المرتبطة بغوام والتي نشرت بيونغ يانغ تفاصيلها بخلاف العادة، سيتم إطلاق أربعة صواريخ بصورة متزامنة تعبر فوق مناطق شيمان وهيروشيما وكويشي اليابانية. وأفادت الخطة أن الصواريخ ستحلق 17 دقيقة و45 ثانية على مسافة 3356,7 كلم وتسقط في البحر على مسافة 30 أو 40 كلم من غوام، مباشرة خارج المياه الإقليمية الاميركية. وأوضح محللون أنه في حال تم فعلا إطلاق الصواريخ، فستجد واشنطن نفسها في موقف حرج. فإن لم تحاول اعتراضها، ستتضرر مصداقيتها وسيدفع ذلك بيونغ يانغ إلى المضي قدما واختبار صاروخ بالستي عابر للقارات. ولكن إذا حاولت اعتراضها ونجَحَ صاروخ في اختراق دفاعاتها، عندها ستكون فاعلية المنظومة الدفاعية الأميركية موضع تشكيك. وتدعو بكين الى حل "تفاوضي" للملف الكوري الشمالي واقترحت مرارا لاحتواء الازمة وقفا متزامنا للتجارب النووية والبالستية الكورية الشمالية من جهة وللتدريبات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية من جهة اخرى. ووافقت الصين ايضا السبت في الاممالمتحدة على رزمة سابعة من العقوبات الاقتصادية الدولية بحق كوريا الشمالية، ردا على اطلاق الاخيرة صواريخ عابرة للقارات. وكانت واشنطن اقترحت هذه العقوبات.