على مدى التاريخ، كانت "المظلومية" أحد أنجع الأساليب السياسية التي تلجأ إليها بعض الأنظمة المتهرئة، للخلاص والنجاة من سقوطها الحتمي. لكن هذه المظلومية ليست حكرا على الحكومات المتهرئة، والأفراد، بل كانت أيضا سلاحا قويا للكثير من المنظمات والجماعات الإرهابية، حيث ساهمت كثيرا في تجييش المشاعر وتوجيهها نحو تبني قضية إرهابية مفخخة. ويعمل النظام القطري على ترويج فكرة "الحصار" والعزف على وتر المظلومية من أجل تحويل الأنظار عن حقيقة الأزمة السياسية التي وجد نفسه غارقا فيها، بعد المقاطعة لها من دول عدة كحق سيادي لحماية مصالحها الوطنية والقومية من نظام يدعم ويمول الإرهاب. ودأبت اللجان الإلكترونية القطرية على ترويج فكرة "الحصار" على نطاق واسع في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، فتارة يظهرون بهاشتاق مندد بالحصار المزعوم، وتارة متباكٍ، وتارة أخرى يعتذر ويتحسر، ومرة أخرى يهدد ويتوعد، وهذا التخبط هو سمة مشتركة بين اللجان الإلكترونية القطرية، والخطاب الرسمي المتخبط للدولة القطرية. لكن المغردين على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، تصدوا لتلك الحملات، وكانوا أكثر وعيا من بعض الأنظمة التي انجرفت وانساقت بشكل يعبر عن مدى جهلها بالسياسة؛ مثل النظام التركي الذي أصبح أكثر من غيره يروج لأكذوبة الحصار، رغم أن الحصار بمعناه الحقيقي لا يتفق مع المقاطعة السياسية. وقالت مغردة مصرية تدعى رغد السعيد: أسلوب برمجة العقل بإعادة وتكرار كلمة "حصار" حاولتوا تبرمجوا العقول قبل كده وقلتوا مليون مرة انقلاب.. لا طلع انقلاب ولا اللي انتو فيه "حصار". واعتبر مغردون في هاشتاق بعنوان: "مقاطعة قطر حق سيادي"، أن السعودية قاطعت قطر ولم تحاصرها كما تروج قناة الجزيرة بهدف استعطاف الرأي العام العربي والعالمي وتصوير قطر بالحمل الوديع.."هذا ما لا تريد أن تفهمه حكومة قطر وإعلامها باستمرارها في ادعاء كذبة حصار قطر والتباكي بها".