ليس جديداً أن تتصدر أكاذيب الإسرائيلي عزمي بشارة واجهات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وقد أفنى سنواته في خداع الموهومين بجينات العروبة في دمه، وتسويق نفسه كذباً على أنه القومي المنافح عن قضاياهم وشؤونهم الوطنية، مسوغاً لنفسه عضوية كنيست الكيان الصهويني، مجاوراً قتلة بني جلدته ومغتصبي أرض أجدادهم وأسلافهم على طاولة واحدة، فخروجه أخيراً على منصة فيسبوك معلناً تركه العمل السياسي المباشر، للتفرغ للبحث والكتابة والإنتاج الفكري، على حد كذبه، لا يعدو كونه قفزا متوقعا من المركب القطري الذي أعطبه وأفسده للنجاة بنفسه ومن بعدها الطوفان، ومحاولة جديدة للهرب من مواجهة جرمه وخطاياه بارتداء جلباب آخر من جلابيب الفساد والفتنة يتخفى بكل جُبن خلفه، متلوناً بما يخدم مصالحه ويحقق المكاسب لنفسه دون أن يرف له جفن إزاء الورطة التي ورط فيها من سلموه عقولهم ومكنوه قرارهم. إذ لطالما قدم نفسه قوميا وملأ صراخه الإذاعات والفضائيات، في الوقت الذي لا يلبث أن يناقض فيه كل ما يدعي ويزعم، بالدفاع عن ما يكفل له المحافظة على كرسيه في الكنيست والاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة بنيت على أجساد الفلسطينيين وكرامتهم. ولعل أول الشاهدين على بشارة أولئك الذين عاصروه طويلاً، وخدعوا بطموحاته الانتهازية ومشاريعه الحاقدة على وحدة العرب، ولطالما سوق نفسه كقومي عربي، لكنه في واقع الحال لم يكن سوى أداة زرعها الموساد في خاصرة الفلسطينيين والعرب، تدميها كلما التأموا أو توحدوا خلف راية واحدة. ● لماذا هرب عزمي؟ ولماذا ترك النظام الحاكم في قطر؟ ●● سؤالان ملحان، الإجابة عنهما لم تعد خفية على أحد، هرب من المواجهة بعد توريط الدوحة، لكنه حتما لن يجرؤ على التخلي عن بيئة خصبة يزرع فيها بذور شق الصف العربي وخدمة مصالح العدو، وبأساليب جبانة فقيرة المبادئ والقيم والمروءة. وإن كانت السياسة التي يزعم بشارة وغيره من المطبعين مع الصهاينة والمطبلين للقتلة، أنه تركها -كما يكذب- لكونها قتل العقل وتهميش الصراع على الحرية والعدالة، وتلويث كل شيء بالطائفية والعنصرية والعنف الأهلي، فكيف سيكون الحال به يا ترى، مفكراً وكاتباً؟ وهو الذي نشأ على البر بالقسم الذي أقسمه حين دخل البرلمان الصهيوني «الكنيست»، بالولاء للكيان الصهيوني المحتل، والحرص عليه.