بعد مايقارب من عقدين من الزمن وفي محاولة للهروب للأمام أعلن عضو الكنيست الاسرائيلي السابق عزمي بشارة ترك العمل السياسي في اعتراف ضمني أنه شريك في في رسم السياسة القطرية وتوجيه بوصلتها. وجاء هذا الإعلان بعد أن تكشفت خفايا عمله في البلاط الأميري القطري ودوره في السياسة القطرية "العجفاء" التي أحدثت شرخاً خليجيا وتسبب في اضطرابات دول عربية وتغلغل ملالي طهران للتراب العربي، دون أن ينفي مغادرته لبلاط " قصر الوجبة" وفي محاولة للهرب من حقيقة ضلوعه في مساهمته أيضا في قيادة إعلام مدعوم بالريال القطري وموجه للخليج وتحديداً السعودية. وقال بشارة بموقعه على الفيس بوك : " تقرر ترك ما تبقى من العمل السياسي المباشر للتفرغ للبحث والكتابة والإنتاج الفكري فهو الأهم والملحّ والممكن في هذه الظروف، فتتبعك السياسة، تلاحقك إلى عزلتك لنفس أسباب ابتعادك عنها: قتل العقل وتهميش الصراع على الحرية والعدالة، وتلويث كل شيء بالطائفية والعنصرية والعنف الأهلي وسياسات المحاور والإرهاب الجسدي والفكري. وعزا عزمي بشارة الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية ابتعاده إلى تهميش الصراع على الحرية (التي لم يكن له أصلا صوت ينادي بها إبان عضويته للكنيست الاسرائيلي)، فيما يمقت تلويث كل شيء بالطائفية التي صنعتها الجزيرة (يشرف على رسم سياستها) والعنصرية والعنف الأهلي الذي آزرته منابر ووسائل شركة " فضاءات ميديا التي يديرها وكان لها دور كبير في تأجيجها في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين فيما لاحقا دعمت الثورات العربية التي أفرزت مازعم بشارة أنها سبباً في اعتزاله للعمل السياسي. ولم يكشف بشارة عن توقفه في مجال العمل الإعلامي الذي كان يستخدمه وسعى لتطويره عبر إنشاء قناة (العربي الجديد) وصحف العربي الجديد وعربي 21 وهافنغتون بوست عربي والخليج الجديد وهو الأمر الذي يؤكد أنه سيستمر فيه .