كل عمل إرهابي أو طلقة بمنطقة الخليج تقوم بها عناصر مسلحة تابعة لطهران يتم تنفيذها في الخليج ولا يتم إطلاق النار إلا بعد استعداد إيران ومن معها لشن حملات إلكترونية ممنهجة. وكل هجمة مركزة تجاه المملكة بسبب سياسي أو اقتصادي تكون مدعومة من إيران. فهناك أعمال إرهابية أخرى غير الأعمال الإرهابية على الأرض. كان آخر عملياتها الإرهابية وأخطرها على الاطلاق في 15 أبريل 2017 بإطلاق قذيفة آر بي جي من خلية العوامية/ القطيف على دورية أمنية، وتزامنت الأحداث مع حملات إلكترونية مشبوهة تحريضية على الطائفية والعنف. فخلية العوامية استباحت الضرورات الخمس التي حرمها ديننا الحنيف، ما يستدعي ضرب رأس الأفعى في إيران، والمملكة قادرة على التعامل معها برغم استمرار إيران في محاولات زعزعة الأمن في المنطقة الشرقية ونشر الطائفية عن طريق أذرعها الإلكترونية. عند التمعن في الجرائم الإرهابية يتضح لنا من الأدلة والبراهين أن إيران أسست منظومة مترابطة ومتكاملة تتكون من 3 عناصر، وأهمها الاستخباراتي والإلكتروني، الأول يتمثل في تجنيد أفراد لغرض التجسس والتخابر لمصلحة إيران وتحقيق أهدافها الإرهابية. وخير برهان خلايا التجسس التي تم كشفها في الكويت (العبدلي) والمملكة (خلية التجسس). وثبت تورط الدبلوماسيين الإيرانيين وحزب الله اللبناني في تجنيد أعضاء خلية العبدلي بإقرار المتهم الأول بتخابره مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللذين استغلا بعض المرتكزات العقائدية والمذهبية التي ينتمي إليها المتهم كما ذكرت سكاي نيوز عربية. وذكرت محكمة الجنايات الكويتية أن الحرس الثوري الإيراني طلب من أحد موظفيه الذي يختفي تحت الغطاء الدبلوماسي بسفارة إيران في الكويت ويدعى حسن زاده للاتفاق مع المتهم الأول على جلب مفرقعات إضافية وإدخالها إلى البلاد. وفي خلية التجسس الإيرانية في السعودية تم تجنيد 32 فردا منهم 30 سعودياً من المتواطئين، وثبت تورط الاستخبارات الإيرانية باستخدام بعثاتها الدبلوماسية لتجنيد أفراد الخلية لجمع معلومات في المجال العسكري والاقتصادي تمس الأمن الوطني. وثبت تورط أحد أعضاء الخلية بتمويل من قام بتجنيدهم في الجماعات الإرهابية بتسليمهم مبالغ فردية متفرقة لتحريضهم على التخابر وربطهم بعناصر من المخابرات الإيرانية. ما إن يتم تنفيذ عملية إرهابية على الأرض والقبض عليهم إلا وتتحرك المنظومة الإلكترونية الإيرانية للدفاع عن الإرهابيين، إذ لا تنتهي الأعمال الإرهابية بمجرد القبض على عناصرها بل تبدأ حرب أخرى. وتعتمد على استخدام المواقع الإلكترونية وحسابات التواصل الاجتماعي ويتكون ذلك من قطاعين مهمين: ناعمة وهدفها تأليب الرأي العام الدولي ونشر ثقافة المظلومية والطائفية وتتكون من حسابات متطرفة وإدارة «هاشتاقات» ومواقع حقوق إنسان مشبوهة. وهناك أيضا حسابات متطرفة تهدف إلى نشر ثقافة المظلومية والعنصرية والعنف الطائفي في المجتمع بهدف كسب التعاطف، ومثال ذلك حساب المحرض الطائفي في تويتر علي آل أحمد الذي ينتهج ذات النهج للخلايا الإرهابية وغيرها من الحسابات المؤيدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها الخلايا الإرهابية في العوامية والبحرين. وتم رصد هاشتاقات تؤيد الأعمال الإرهابية لحي المسورة. وقبل ذلك تم رصد هاشتاق ممنهج يهدف للتشجيع على العنصرية والعنف الطائفي ويدار من الحشد الشعبي وحزب الله، وتعمل قلة من الخونة الخليجيين لإنشاء مواقع لحقوق الإنسان تدافع عن الإرهابيين في حالة القبض عليهم من قبل السلطات الأمنية الخليجية. تم إجراء تحليل شامل للهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها المملكة في آخر خمس سنوات واتضح أن أهم هذه الهجمات تقف خلفها إيران، إذ إن هذه الهجمات تحتاج إلى دعم مادي كبير ومحترفين في الاختراقات وتطوير البرامج. وقد أكد ذلك تقارير استخباراتية عدة. على سبيل المثال في مايو 2016 انطلقت الهجمات الإلكترونية بعد نشر إعلان القمة الإسلامية في تركيا والمتضمن تصنيف حزب الله حزبا إرهابيا ما تسبب في خروج الوفد الإيراني ذليلا. حاولت إيران خلق ميليشيات عسكرية في الخليج، ففي المملكة حاولت خلق حزب الله الحجاز وخلية العوامية وداعش والقاعدة وجبهة النصرة والحوثيين لزعزعة الاستقرار وتنفيذ عمليات إرهابية. وفي البحرين كشفت وزارة الداخلية في مملكة البحرين في مارس الماضي 2017 عن ضبط خلية إرهابية بحرينية مدعومة من إيران. وتهدف إلى قتل رجال الأمن ومهاجمة أهداف حيوية عدة في البلاد. المعطيات تؤكد أن إيران تدير العنف والإرهاب والطائفية عن بعد عبر خونة تهدف للنيل من استقرار المملكة والخليج لكنها فشلت ليقظة السلطات الأمنية والمواطنين. * عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي- الأدلة الرقمية