hussamalshikh لم يعلم الشاعر العربي عبدالملك الأصمعي، أن مقولته «من الحب ما قتل» ستظل شاخصة أمام التاريخ لأكثر من قرن ونصف من الزمان، لتؤكد أن حياة الإنسان لا تكتمل بلا عواطف، وأن الحب هو العاطفة الأقوى، وبانعدامه تصبح الحياة بلا معنى. ويبدو أن مقولة الأصمعي وجدت صدى لدى الهنود ففعلوها. إذ وثقت الهند في الفترة بين 2001 و2016 مقتل ما يزيد على 38 ألفا بسبب العلاقات العاطفية، كما تربط السجلات الحكومية الهندية بين الحب و79 ألف حالة انتحار. علاوة على 260 ألف حالة اختطاف نساء، بدافع الزواج. وفقا لصحيفة «ذا إنديان تايمز» الهندية. وتكشف الأرقام، أن كل يوم خلال الفترة المذكورة، يشهد في المتوسط 7 حالات قتل، و14 انتحارا، و47 اختطافا (معظمها بسبب فرار عاشقين معاً دون موافقة أهليهما). وأظهرت بيانات أن ولاية أندرا برديش، تليها أتر برديش، وماهاراشترا، وتاميل نادو، ومدية برديش، سجلت كل منها ما يزيد على 3 آلاف حالة قتل بدافع الحب، تشمل رجالاً هجرتهم حبيباتهم فانفطرت قلوبهم، فأنهوا حياتهم أو حياة حبيباتهم، كما تشمل حالات قتل ارتُكبت بسبب الغضب الاجتماعي من العلاقات الغرامية المخلة بالنظام الطبقي. وتتصدر ولاية البنغال الغربية حالات الانتحار، بأكثر من 15 ألفا، بينما جاءت ولاية تامل نادو في المركز الثاني بنحو 9405 حالة انتحار. تلتها ولايات أسام، وأندرا برديش، وأوديشا، ومدية برديش، بنحو 5 آلاف حالة لكل منها. وفي 19 من أصل 35 ولاية، فاق عدد الإناث، عدد الذكور في حالات انتحار العلاقات الغرامية. وفي عام 2012 أخرج مخرج الأفلام الوثائقية ناكول سينغ ساوهني الفيلم الوثائقي (بنات فاسدات في أرض الشرف)، حول مقاومة النساء لزعماء العشائر. ويقول: «معظم حالات الانتحار بسبب العادات والنظم الاجتماعية». فيما أرجعت سكرتيرة الاتحاد النسائي الهندي AIDWA جاغماتي سانغوان، أغلب الحالات لتحكم العائلات في زواج أبنائهم وبناتهم. وفي وقت يؤكد فيه خبراء حدوث تقصير كبير في الإبلاغ عن الحالات، تقول أستاذة الاجتماع أوما تشاكرافارتي: «علينا أن نتفهم المجتمع الأبوي الطبقي لفهم العنف الممارس لقمع الشخص حين يتعلق الأمر بالزواج».