لا تزال منازل ضحايا الهجوم الكيماوي للنظام السوري في بلدة خان شيخون غارقة في حزنها، ولم تفق بعد من هول الصدمة، إذ أودت بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلاً ماتوا ببطء شديد، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى إعادة النظر في موقفه من سورية، ليأمر بضرب قاعدة الشعيرات بما يقارب 60 صاروخاً، أسفرت عن مقتل 6 عسكريين، طبقاً للنظام السوري. هذه المنازل المكلومة عاد إليها بصيص الأمل ب«الضربة الأمريكية»، لكنّها في الوقت ذاته ترى أنها لا تشفي الغليل، إذ يؤكد الحاج كسّار أن الضربة لم تستطع أن تأخذ ب«حق الشهداء، لأنّ دم الشهداء كان كثيرا وغزيرا وشديدا، أطفال قتلوا وأشخاص فروا إلى الملاجئ ليختبئوا من الطيران، فوجدوا المواد الكيميائية بانتظارهم في الملاجئ والمستودعات». ويتساءل كسّار، بينما أزيز طائرات النظام السوري يهدّج صوته، «أين تأثير الضربة الأمريكية وهذا الطيران في الجو؟»، متمنياً ألا تكون الضربة على «سبيل ردة الفعل، بل أن تنتقم لدم الشهداء الذين سقطوا هنا في خان شيخون». وفيما تكتظ بيوت العزاء بالثكالى، خصوصاً منزل عائلة اليوسف التي فقدت 19 من أفرادها، يلفت الضابط السابق في الجيش السوري أبو مهيب إلى أن «الضربة» رفعت من معنويات أهالي الشهداء، لكنه يتمنى أن تتم «معاقبة المجرم وليس أداة الجريمة». ولا يخفي ذوو الضحايا فرحتهم بالضربة الأمريكية التي أرادها الرئيس دونالد ترمب رداً على «الهجوم الكيميائي»، ولردع النظام السوري عن استخدامه، إلا أن الشاب حسان تقي الدين (27 عاما) يؤكد أن «الشعب السوري لا يهمه موضوع الضربات العسكرية، ما يهمه هو فرض حظر جوي على الطيران كافة».