salkhashrami@ لا يمكن أن تكون النصوص التي ألقيت في «أدبي جدة» شعراً أمس الأول، فالشعر في يوم عرسهِ بريء من هذه النصوص التي قدمها مجموعة من «الخواطرجية» إلا من ثلاث شعراء، وإن استقام الوزن في بعضها، إلا أن الكثير منها يعتوره خلل في العروض، ولحن في اللغة، وتكرار في الصور البلاغية، ولا يمكن أن تعد تلك المشاركات الهزيلة احتفاءً بهذا الفن الإنساني، وإنما استخفاف به حد الاستفزاز. أهمية الشعر دفعت الروائي البرتغالي أفونسو كروش إلى كتابة روايته «هيا نشتر شاعراً» لتبيان أهميته في حياة الناس، وكيف لو انتزع من حياتهم، ويتحول الشعر إلى سلعةٍ يمكن أن تشترى. وتتجلى هذه الحسرة في مقطع من قصيدة الشاعر الأمريكي تشارلز بوكوفسكي، إذ يؤكد في نهايتها «ما أكثر الشعراء.. وما أقل الشعر». أعلم جيداً أن الشعر لا يمكن أن يتم تحديده وفق أطر ومفاهيم وزن أو قافية أو حتى اللغة وتراكيبها فقط، فهو كالماء البارد في كأس القصيدة، طبقاً لرؤية الشاعر إمبرتو أكابال في مجموعته المترجمة «طردت اسمك من بالي»، إذ يقول «إن حدثَ وقُدّمت لك، في قصيدة، كاسُ ماء، فقرأتها وشعرت ببرودتها، فإِنَّ من قدم الكأس لك يسمّى شاعراً». وعندما حضرت إلى المناسبة ووجدت أن المشاركين بها يصل عددهم إلى العشرين مشاركاً، تبادر إلى ذهني سؤال مهم، هل لدينا هذه الوفرة في الشعر؟، هل يمكن لكل من كتب نصاً، تفذلك باللغة أو بالصورة البلاغية، أو وضع مفردتين متجاورتين دون وعي أو رؤية لا يستطيع المستمع أن يخرج بفكرة واضحة، أنها شعر، ويسمّى شاعراً؟. وأودّ أن أسأل القائمين على «أدبي جدة»، ما المعايير التي يمكن من خلالها استضافة هذه النصوص المشاركة؟، وهل يعتمد النادي على الكم أم الكيف في دعوة المشاركين؟، وكيف يمكن لمنتدى عبقر أن يدفع بالحركة الشعرية إلى الأمام دون أن يختطفها ويحولها إلى تجمّع «خواطرجي»؟!!. [email protected]