OKAZ_online@ تأتي زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدةالأمريكية، والتي تبدأ رسميا بعد غد (الخميس)، كأول زيارة لمسؤول سعودي رفيع منذ تولي ترمب مقاليد السلطة، وتكتسب الزيارة أهميتها من كونها تأتي في ظل توجهات أمريكية جديدة نحو القضايا الشائكة في الشرق الأوسط، وتحديداً في سورية واليمن، وتطابق وجهات نظر الإدارة الأمريكية الجديدة مع المملكة في محاربة الإرهاب، وتصنيف النظام الإيراني على أنه أكبر داعم للإرهاب والمنظمات الإرهابية، وثبوت دوره السلبي في نشر الفوضى والعنصرية والطائفية، وتدخلاته في شؤون الدول بهدف زعزعة أمنها واستقرارها. ويزور الأمير محمد بن سلمان واشنطن، والأمريكيون يؤمنون بأهمية الدور السعودي في حلحلة كثير من القضايا الجوهرية، وقدرتها على لعب دور فاعل في إيجاد الحلول المناسبة لها، وقدرتها أيضاً على أن تكون شريكاً أساسياً وفاعلاً في مواجهة التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة و«داعش»، التي وضعتها الإدارة الأمريكية الجديدة في أولى اهتماماتها، من أجل القضاء عليها، وتخليص شعوب العالم من شرورها، كما أن محمد بن سلمان الذي سيلتقي خلال الزيارة بالرئيس الأمريكي وكبار المسؤولين يأتي إلى واشنطن، على اعتبار أنه مهندس التحالفات العربية والإسلامية التي تشكلت أخيرا لمواجهة الإرهاب والإرهابيين. وما يوحي إلى أن الزيارة ستأتي بالمكاسب المنتظرة، أنها جاءت بعد أن بدأت بوادر السياسة الأمريكية الجديدة تظهر للعلن، وبعد أن بدأت التدخل فعلياً بقوات عسكرية في سورية لمحاربة «داعش»، وضرباتها المركزة على عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن، وتأكيدات الإدارة الأمريكية أن إيران أكبر دولة داعمة للإرهاب، بل وتشديدها على أنها لن تسمح لنظام الملالي بدعم الحوثيين والمنظمات الإرهابية من أجل التأثير على أمن واستقرار بعض الدول وفي مقدمتها المملكة، يضاف إلى ذلك دعم ترمب للشرعية اليمنية، والتحالف العربي الذي تقوده المملكة من أجل إعادة الأمل لليمن وشعبه، بزوال الانقلاب وتحجيم دور الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وأنصاره، الذين قادوا اليمن إلى المهالك من أجل تنفيذ أجندة إيرانية لا هدف لها إلا إثارة الفتن في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي نجحت في تحجيم الدور الإيراني، وفضحه، وعزله عن العالم. ويرى عدد من المراقبين أن زيارة الأمير محمد بن سلمان، والذي يعتبر مهندس التحالفات ضد الإرهاب، ستناقش العلاقات التاريخية بين البلدين، وستؤكد تطابق وجهات النظر حيال الأوضاع في سورية واليمن والعراق وليبيا، وستضع الخطوط العريضة لخطة محكمة في مواجهة الإرهاب بالتنسيق بين البلدين، ويؤكد المراقبون أن محمد بن سلمان قادر على إقناع الأمريكيين بما يملكه من حكمة وحنكة بتوجهات ورؤى المملكة الرامية إلى إيجاد الحلول المناسبة من أجل الوصول إلى شرق أوسط آمن بعيدا عن الصراعات.