التقيت به دون تدبير أو تخطيط، بعد أن اعتدت الوحدة والحرمان، رجل تجسدت فيه روعة الحياة وبهجتها، فأدخل البهجة والأمل إلى حياتي التي ظننت أنها قد توقفت في محطة النسيان، فأتى بكل ما فيه من جمال الروح ليبعث بداخلي الإحساس بالحياة مجدداً. عندما التقينا لم أكن أدري أن مجرد أن تتحدث مع شخص في أمور عادية، يمكن أن تكون مدخلاً لحديث طويل شمل الحاضر وامتد إلى المستقبل. نظرت عيناه عيني، وكانت النظرة الأولى التي أعقبتها الثانية في إدراك عميق وحنان تموج في العينين مع شعاع دافئ انطلق منهما فأحاطتني السعادة وأحسست أنني أسبح في فضاء جميل. كان قدري أن ألقاه بعد أن تعاقبت سنواتي وتعاقبت أيامي وأنا أعاني وحدة النفس وفراغ القلب والشجن الذي كان يعصف بأيامي. فإذا القدر يصافيني ويبعث لي في لحظات غير محسوبة هذا الرجل الرائع الذي بادلني مودة بمودة وعاطفة نبعت من نفس صافية. أحببته كما أحبني وأحاطني باهتمامه ورعايته وجعلني أشعر أن الحياة فتحت ذراعيها لتحتضنني وتغسل من أعماقي مرارة الحرمان وليالي الأسى. جعلني أشعر بالدفء بعد صقيع أيامي الماضية التي تبعثرت أطرافها بين غياب الأمل وانتظار شمس جديدة. استعد الآن لبداية حياة جديدة وفصل من فصول حياتي عامراً بالحب والاخضرار وترانيم الهوى. [email protected]