Moelhi1357@ بينما أنحت أسرة الطفل علي الخريصي الذي قضى غرقا في خزان صرف صحي في ميناء ضباء، باللائمة على الدفاع المدني والهلال الأحمر وإدارة ميناء ضباء، في وفاة ابنها، بدعوى تأخرهم في مباشرة البلاغ، وافتقادهم لوسائل الإنقاذ الكافية، إضافة إلى انتشار «البيارات» المكشوفة حول إسكان الميناء، برأ مصدر مسؤول في الدفاع المدني بتبوك ل«عكاظ» ساحتهم من الحادثة، مؤكدا أن المكان الذي شهد غرق الطفل يقع ضمن نطاق ميناء ضباء، وهو من مسؤولية ومهام قسم الأمن الصناعي التابع لإدارة ميناء ضباء، وليس الدفاع المدني. وأفاد المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر بمنطقة تبوك خالد مرضي العنزي بأن الفرق الإسعافية باشرت بلاغاً عن حالة سقوط في محافظة ضباء، مشيرا إلى أنه عند مباشرة الحالة تبين توقف القلب والتنفس، وأجريت للطفل عملية الإنعاش القلبي الرئوي، ونقل فورا إلى مستشفى المحافظة. وأكد المتحدث باسم المؤسسة العامة للموانئ مساعد بن عبد الرحمن الدريس أن وحدة الأمن والسلامة بالميناء شاركت بفعالية في عملية إنقاذ الطفل من خلال سحب المياه بمعدات الشفط وتوفير كشافات الإضاءة الثابتة والمتحركة وباقي معدات السلامة، لافتا إلى أن فرق الدفاع المدني باشرت الحادثة فور تبليغها من قبل وحدة الأمن والسلامة بالميناء، سائلا الله أن يرحم الطفل وأن يجعله شفيعاً لوالديه وأن يربط على قلبهما ويلهمهما الصبر والسلوان. بدورها، ذكرت جدة علي لأمه أن فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر وصلت إلى الموقع متأخرة، ولم يكن لديهم الإمكانات الكافية لنزول أفرادهم إلى داخل الخزان (البيارة)، مشيرة إلى أن رجال الدفاع المدني استخدموا كشافات الجوالات للبحث عن الصغير. وأوضحت أن أفراد الدفاع المدني رفضوا النزول إلى غرفة التفتيش، بدعوى احتوائها على روائح كريهة، ما أضطر موظف الجمارك سعد صبحي الجهني الذي يعد الجار القريب لأسرة الطفل علي بأن يتجاهل كل تحذيرات الدفاع المدني في الموقع ويرمي بنفسه إلى داخل البيارة مستعيناً بسلم وحبال من إحدى الشركات العاملة بالميناء. وأشارت أم الطفل علي إلى أن الدفاع المدني لم يكن معهم سلم يستخدم للنزول للموقع أو غواص وأجهزة الكشافات، مما اضطر الجهني (موظف الجمارك) إلى الاستعانة بسلم من إحدى الشركات، مبينة أن إدارة ميناء ضباء ممثلة بالأمن الصناعي تتحمل جزءا من المسؤولية، لتجاهلها اتخاذ تدابير السلامة مع «البيارات» المكشوفة التي تنتشر حول إسكان الجمارك في ميناء ضباء. وبينت الطفلة أصايل أن شقيقها علي كان يلهو قرب غرفة الصرف الصحي التي لم تكن مغلقة بإحكام، مشيرة إلى أن جزءا كبيرا منها مفتوح، وفوجئت بسقوطه أمامها. ولفت جد الطفل إلى أنه لم يتمكن من حبس دموعه وهو يرى العديد من عمال النظافة يبكون بالقرب من الموقع، متحسرين على وفاة الطفل الذي كان يعطف عليهم ويتصدق عليهم ويطلب منه تزويدهم بملابس الشتاء تقيهم البرد. وكانت جموع غفيرة أدت الصلاة على الطفل علي في جامع البحر بمحافظة ضباء، ودفن في مقبرة المروج.