يقول المقرر الأممي المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان البروفيسور فيليب ألستون، بعد امتداحه لرؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 وبرنامج التوازن المالي، يقول إن ثمة ملفات مقلقة له في الساحة السعودية من أهمها ضرورة وجود نظام حماية اجتماعية شامل يسبق تحقيق الإصلاحات الهيكلية على أسعار الطاقة، والملف الثاني هو انعكاسات تطبيق القيمة المضافة على أصحاب الدخل الأقل، أما الملف الثالث فهو ملف المرأة لتكون قادرة على دفع التغييرات الثقافية اللازمة لتمكين المرأة لتصبح أكثر إنتاجا اقتصاديا وأكثر استقلالية، إضافة إلى ضرورة التعامل مع ملفي الولاية وقيادة السيارة. الكلام الذي قاله خبير الأممالمتحدة سبق أن قاله كثيرون من زامري الحي بصيغة أو بأخرى، لكن لأن الخواجة كلامه غير وموزون بالذهب فإن الاحتفاء به يكون كبيرا، والاهتمام بمضامينه شديد. السيد الستون يصف نظام الحماية الحالي للفقراء بأنه خليط حقيقي من البرامج غير الفعالة، غير المستدامة، ضعيفة التنسيق، وغير ناجحة في توفير الحماية الاجتماعية الشاملة لمن هم في أشد الحاجة لها، وأشار إلى أنه دعا الحكومة السعودية للاعتراف بالحماية الاجتماعية كحق من حقوق الإنسان، يتماشى مع النظام الأساسي السعودي والمبادئ والالتزامات الإسلامية. كما أشرنا فإن هذه الهواجس مطروحة في ساحتنا المحلية بقوة، يتحدث عنها الإعلام ووسائل التواصل وبرامج الفضائيات بشكل مستمر، لكن لأنها أصوات محلية فإنها غالبا ما تفسر بغير حقيقة مرادها وأهدافها، وتُحمّل ما لا تحتمله من تأويلات وظنون. لكن عندما يأتي أجنبي ويقول قولا قاسيا وأحيانا غير بريء فإن الاهتمام ينصب عليه ويصبح كلامه فتحاً عظيما واكتشافا تأريخيا. مشاكلنا معروفة، وباستطاعتنا تنقية شوكنا بأيدينا، بمهارة ودون تدخل أحد. استمعوا إلى زامر الحي يا أصحاب القرار فهو أدرى بما يدور فيه.