يعرض في السينما حاليا فيلم عن قصة حياة مؤسس شركة ماكدونالدز الأمريكية. وفيها حقيقة دروس إدارية وتجارية عديدة يمكن لمحبي هذا النوع من البدايات التعرف عليها من خلال قراءة سيرته الذاتية. راي كروك ليس صاحب الفكرة التطويرية للشركة، بل قام بزيارة فرع منظم لمطعم يملكه الإخوان ماكدونالدز، وأعجبته الفكرة وشاركهم وساهم في بيع الامتياز لعدة ولايات في الاربعينات الماضية. وربط بين الفكر الأمريكي بين سرعة وديناميكية الحياة ورخص القيمة، حيث إن سعر الساندويش لا يتعدى 15 سنتا ومخفوق الحليب ب20 سنتا. الشواهد عديدة، فقد طور العمل بالتعاون مع مصرفيين وأصبح يستثمر في الأصول ويملك الأراضي الخاصة بالمطاعم ويعيد تأجيرها على صاحب الامتياز وبهذا يملك أصولا تساعده في الحصول على تمويل للتوسع في شراء المزيد من الأراضي، لهذا تعد الشركة الأمريكية إحدى أكبر الشركات المالكة للعقارات في العالم. الميزة أن هذا التوسع لم يعجب الأخوين ماكدونالدز وظلا خائفين من فقدان القدرة على السيطرة على المنتج؛ لهذا بدأت الخلافات منها تغيير المخفوق إلى منتج معلب بدلا من المثلج بسبب فواتير الكهرباء، ومع تزايد الاختلافات عرفا أن شريكهما ليس سهلا في النهاية قدم عرضا قدرة 2.7 مليون دولار لشراء الاسم والفكرة ونظام الامتياز، وبعد التوقيع واستلام المبلغ حرم الأخوين من استخدام الاسم بحكم الاتفاق، وقال كلمته الشهيرة إنه ليس مغرما بنظام الأكل السريع قليل التكلفة لأنه كان يستطيع استنساخ الفكرة. ولكن الاسم التجاري هو القوي الذي ربطه بقوة الاقتصاد الأمريكي وانفتاحه وبهذا أصبح رمزا أمريكيا واضحا في دول العالم أجمع. الفائدة أن لدينا شركات لديها القدرة على تحقيق جزء مما حققته الشركة الأمريكية، لكن المؤسسين أصحاب الفكر المنغلق سيقتلونها كما كان مؤسسا ماكدونالدز سيفعلان لولا الله أولا ثم تدخل راي والذي تبرعت زوجته بمليارات الدولارات بعد وفاته ولا تزال الشركة قوية كما نرى ولم تمت بسبب قصور فهم مؤسسيها.