في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال بسورة المائدة: {من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا}. وفيما روى الترمذي عن أبي سعيد وأبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار». قدمت الآية الكريمة والحديث الشريف فلعل من أضله الشيطان فغوى أن يراجع نفسه ويبتعد عن الأعمال التي تودي به إلى نار جهنم. لما كشف عنه أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله الشريف في ما نشرته «عكاظ» بتاريخ 28/3/1438ه: «أن المملكة تواجه استهدافا كبيرا بالمخدرات من جهات خارجية، وخصوصا في حبوب الكبتاجون، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية السعودية تمكنت من ضبط 270 مليون قرص كبتاجون خلال ثلاثة أعوام، إذ شهد عام 1435 ضبط 100 مليون قرص، وتم عام 1436 ضبط 66 مليون قرص، فيما تم عام 1437 ضبط 104 ملايين قرص، لافتا إلى أن التنسيق الأمني مع عدد من الدول منها لبنان والسودان وتركيا ساهم عام 1436 في الكشف عن 8 مصانع للمخدرات كانت تستهدف المملكة. وعن تهريب المخدرات للنزلاء داخل السجون». وقد سبق ل «عكاظ» بتاريخ 7/3/1438ه أن نشرت خبراً مفاده: «أن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية منصور التركي: كشف أن السعودية تعرضت لأكثر من 128 عملية إرهابية خلال ال 15 عاما الماضية (منذ عام 1422) نتج عنها مقتل وإصابة أكثر من 1147 مواطنا ومقيما ورجل أمن، واستهدفت مجمعات سكنية، ومنشآت أمنية حيوية، إضافة إلى مساجد وسفارات أجنبية، واغتيال رجال أمن، والتحريض على أعمال الشغب والتخريب، وغيرها من الأعمال الإرهابية التي لم تتورع عن استهداف المسجد الحرام مع مطلع القرن الهجري، ومحاولة استهداف زوار المسجد النبوي الشريف بعمل إرهابي خلال شهر رمضان الماضي». والذي أثبته الواقع أن العمليات الإرهابية التي استهدفت السعودية بتزامنها مع تزايد نشاطات إغراقها بالمخدرات بهدف شل قدرات الشباب والقضاء على طموحاتهم. وأن جماعة الحوثي قامت برعاية وتسهيل مرور أطنان من مخدري الحشيش والقات باتجاه حدود السعودية الجنوبية، إذ بلغت كميات ما تم إحباط تهريبه وضبطه من مادتي الأمفيتامين والحشيش خلال السنوات الخمس الماضية بواسطة رجال الأمن أكثر من 173 مليون قرص أمفيتامين، و180 طن حشيش مخدر، وذلك بخلاف ما تم ضبطه بواسطة الجمارك السعودية أو بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة قبل الشروع في تهريبه إلى السعودية. .. الواقع أنه لا تعليق لي إلا الدعاء بأن يوفق الله الجهات المسؤولة عن حماية الوطن من العمليات الإرهابية أو المخدرات بمهامهم التي هم مسؤولون عنها أمام الله، وأمام حكومتهم ومواطنيهم. وأما بالنسبة لمن أدت بهم المخدرات إلى قتل الأبرياء فما لهم إلا القتل دون أن تأخذنا رأفة بهم. السطر الأخير: صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار وبمن جعل من الله إلهاً آخر وبمن قتل نفساً بغير نفس فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم».