أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان عن إغلاق موقع القشلة الأثري وسط حائل أمام الزوار لحين الانتهاء من عمليات الترميم التي ستجرى له وإدراج الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للموقع ضمن مشاريع المرحلة الأولى لمشاريع الترميم في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة والتي ستبدأ في 2017. وأكد المدير العام لفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في منطقة حائل خالد بن صالح السيف أن الهدف من ترميم موقع القشلة الأثري يأتي لتعزيز معرفة المواطن بتاريخ الوطن وملحمة تأسيسه وتأهيله وتشغيله وتحويله إلى مركز ثقافي لعرض مراحل وتاريخ الوحدة الوطنية ومدى ارتباطه بالملاحم التاريخية والتضحيات التي قدمها أبناء هذا الوطن لتحقيق الوحدة الوطنية وتهيئة وتأهيل المواقع الأثرية والطرق التاريخية وتوظيفها في التنمية الشاملة والمحافظة على مباني التراث العمراني وتنميتها وتحقيق الحماية والمعرفة والوعي والاهتمام والتأهيل والتنمية بمكونات التراث الثقافي الوطني وجعله جزءاً من حياة وذاكرة المواطن والتأكيد على الاعتزاز به وتفعيله ضمن الثقافة اليومية للمجتمع، وربط المواطن بوطنه عبر جعل التراث عنصراً معاشاً، وتحقيق نقلة نوعية في العناية به وربط ذلك بصناعة السياحة بما يسهم في التنمية الاقتصادية الشاملة. ويعد قصر القشلة التاريخي «قلعة» عسكرية تستخدم لتجهيز الجيوش ومقراً أمنياً لها، قبل أكثر من نحو ثمانية عقود، قبل أن يتحول في العصر الحديث إلى«مزار» لسياح وزوار حائل. وشيد قصر «القشلة» التاريخي خلال عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وتحديداً في عام 1941، واستغرق بناؤه مدة عامين فقط، وهو عبارة عن مبنى «طيني» مستطيل الشكل ويتكون من دورين، وتبلغ مساحته 20 ألف متر مربع، بطول 241 متراً وعرض 141 متراً، وارتفاع 10 أمتار، وبداخله نحو 391 عموداً وثمانية مربعات كبيرة، كما يحوي 95 غرفة في الدور الأرضي، 38 غرفة في الدور الأول، وتتوسطه أربعة أبراج مربعة الشكل، إضافة إلى أربعة أبراج مربعة الشكل أيضاً في منتصف أسواره، يُطلق عليها «الأبراج المساندة»، ويضم القصر مدخلين، أحدهما رئيسي يقع في منتصف الواجهة الشرقية من المبنى وتحيط به زخارف عدة، والآخر يقع في الجهة الجنوبية، وهو المدخل المستخدم حالياً لدخول الزوار والضيوف. ويؤكد مؤرخون في منطقة حائل، أن المبنى «الأثري» قد تم تصميمه على طرازالمدرسة «النجدية»، التي كانت سائدة في العمارة الإسلامية آنذاك، ويعود معنى مسمى «القشلة» إلى كلمة محرفة عن أصلها التركي «قيشلة»، ومعناه المعسكر الشتوي أو المأوى الخاص بالشفاء، وأطلقت هذه التسمية في العصر العثماني على قلاع الجنود ومراكز إقامتهم بمدينه حائل، والقلاع عبارة عن ثكنة عسكرية لتدريب وإقامة الجنود بغرض التمرين والإقامة السكنية لحفظ الأمن والاستقرار. ولأن الهدف الرئيسي من بناء قصر«القشلة» تأمين إقامة ومأوى لأفراد الجيش العسكري في عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز، لاستتباب الأمن بعد أن وحّد البلاد لتصبح تحت راية واحدة، فكان لابد من استمرار استغلال القصر للهدف ذاته حتى 1955، قبل أن تصبح مقراً لشرطة المنطقة حتى 1975 بعدها سُلم المبنى لوكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف سابقاً، التي بادرت بترميمه ودعمه بثمانية أبراج، يبلغ ارتفاع البرج الواحد أكثر من 21 متراً، وتم تجميل مداخله بالزخارف.