لم يكن صعود الشاعر عبدالرحمن الشهري متأخراً في مجموعته الشعرية الجديدة «صعود متأخر» الصادرة أخيراً عن دار أثر، وخطت أولى خطواتها في «كتاب جدة»، وجاءت المجموعة في 57 صفحة، منحازةً إلى اللغة اليومية زمنياً ومكانياً. سطرية القصيدة التي كتبها الشهري عبّرت عن حساسية اللغة اليومية، والمتداولة في الزمن الحالي، إذ خلت المجموعة من اللغة التراثية التي كانت في أقصى حالاتها في الثمانينات الميلادية، ما دفع المجموعة إلى محاولة الالتفات إلى المهمش المختبئ خلف ظلال الحكايات التي ترتدي ثياب السرد، وتنبض شعراً. يقول الشهري في مناسبة سابقة لمجموعته «إذا دخل الشعر إلى السرد أفسده، بينما السرد إن دخل الشعر أرفده»، ما يشرعن شكلانية النص السطرية، وحكاياتها المخادعة التي ما تنفكّ أن تدس الشعر في الحالات التي يسردها، محاولاً أن يطرق أبواباً جديدة، لم تطرقها تجربته السابقة في مجموعتيه السابقتين «أسمر كرغيف»، و«لسبب لا يعرفه»، وبدا واضحاً أنه يسعى إلى أن يقول شيئاً جديداً، ويكتشف مناطق أكثر حساسية.