إذا لم تمتلك ثمن طبق الفول فهذا لن يمنعك من شرائه في السعودية، فهو يباع ب«الصلاة على النبي» كموروث لم يتخل عنه السعوديون منذ عقود من الزمن، إذ كان المحتاج يحضر إلى بائع الفول ويشتري وجبة تسد رمق جوعه والثمن هو «الصلاة على النبي». وتعد القصة التي أوردها الباحث أحمد باديب من الشواهد على تلك الممارسة الاجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد وسار عليها الكثيرون، إذ يقول: «إن أحد باعة الفول كان يبيع عبوة الزبدية بريال، وكان يقف أمام محل عطارة والدي في شهر رمضان قبل الإفطار وقبل السحور، فكان الناس يشترون منه عبوة أو أكثر حسب حجم العائلة وحاجتها، وكان يسأل القادم للشراء بكم تريد فيقول بريال أو بريالين، وبعض الزبائن حين يسألهم كانوا يقولون «بالصلاة على النبي»، فكان يملأ زبديتهم أكثر من أصحاب الريال والريالين، ولا يدفعون له شيئا». مضيفا: «بائع الفول نفسه انتقل إلى المنطقة الشرقية في أواخر خمسينات القرن الماضي فأصبح مليونيرا معروفا ومشهورا». سرد باديب لوقائع تلك القصة وربطها بالزمن الجميل ساق الشاب سالم سعيد لإعادة تلك التجربة، مبينا أن «الخير لم يندثر فينا»، ليستطلع مدى استمرارية هذا الموروث، فزار في مقطع مصور أربعة محال لبيع الفول في مدينة جدة ليشتري طبق الفول دون أن يدفع ثمنه نقدا وذلك ب«الصلاة على النبي». تلك التجربة لقيت رواجا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، وعلق أحمد باديب قائلا: «قام أحد الإخوة بجولة على باعة الفول وطلب فولا بالصلاة على النبي فما رده أحد، ولم يُطلب منه قرش، وقدموا له كل شيء، اللهم صل وسلم على سيدنا النبي».