إن كان خبراء الصورة اتفقوا على أن قيمتها تكمن في تكوينها التقني وتنوع مؤثراتها، إلا أن معيار إبهارها وجاذبيتها لدى السعوديين يبدو مختلفاً ونوعياً، ف «سيلفي الملك» في نظرهم ناصية إبهار «فخمة» وقيمة بلاغة «عالية»، تضفي على الصورة رونقاً خاصاً تجعله حدثا يحتفى به على نحو واسع، ليس من أصحاب الصور وحسب، بل ومن العامة أيضاً الذين يشاطرونهم الانبهار بعفوية الملك ويغبطونهم على ذلك. وهو ما تبرهنه ردود الفعل التي تعقب كل صورة «سيلفي» أو غيرها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي تثير فرحة أصحاب الصورة وغبطة الجميع من حولهم، لتشبعها بألوان الإنسانية الفاخرة ومؤثراتها العفوية الصادقة، كان آخرها في سيلفي شريفة الحقباني الذي لقي رواجا واسعا على مستوى تحدثت عنه وسائل تواصل عالمية. لم تكن شريفة أول من التقط «سيلفي» مع الملك سلمان، ولن تكون الأخيرة، لكنها حلقة لامعة في سلسلة من الصور التي نثرت دفء محبة هذا الملك وأبوته الحانية على شعبه ومحبيه، صغاراً وكباراً، داخل حدود الوطن وخارجه. إذ سبق وأن حظيت طفلة بشرف السيلفي الفخم مع الملك سلمان خلال رعايته -حفظه الله- المهرجان السنوي الكبير لسباق الخيل على كأس الملك عبدالعزيز في ميدان الفروسية بالجنادرية، ونشرتها وكالة الأنباء السعودية (واس) ونالت إعجاب السعوديين، وتم تداولها على نطاق واسع. فيما حرص طفل من المدينة على التقاط صور سيلفي مع الملك سلمان خلال تشريفه حفل أهالي المدينةالمنورة، فيما التقط أطباء سيلفي معه خلال زيارته أحد المستشفيات، وحرص نجوم غير سعوديين على نيل هذا الشرف، بينهم الحارس العالمي الشهير هيغيتا خلال صعوده منصة نهائي كأس الملك، وطلب حينها التقاط صورة معه نشرها على حسابه في تويتر. ويبقى سيلفي محاربة السرطان شريفة الحقباني الأخير، صاحب قصة مختلفة من حيث الزمان والمكان والمناسبة، إذ تمسكت بالأمل رغم الألم واستطاعت أن تحصل على سيلفي فخم، كما وصفت هي ذلك وعلقت به عبر حسابها الشخصي.