يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء غد (الجمعة) مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران وذلك خلال حفلة كبيرة تقيمها شركة أرامكو السعودية المنفذة والمشرفة على المركز والذي يمثل رافداً جديداً للحركة الثقافية والفكرية في المملكة، ومنصة لتقديم المبادرات الإثرائية التي اتخذت إستراتيجية واضحة المعالم، بغية تقديم الخطاب الثقافي السعودي بصوت أكثر تعبيراً عن مكنونات ما يكتنزه المثقف أو الشاعر والروائي والمسرحي أو أي مبدع يستحق التقديم. ويأتي هذا المشروع الثقافي والحضاري من شركة أرامكو السعودية تفعيلاً لدورها في شتى مناحي الحياة في المملكة. ويتميز المركز والذي يرتفع 90 متراً في سماء الظهران بتصميم طموح ومستقبلي يعبّر عن دوره صرحا للمعرفة في مجتمع يتحول نحوها بخطى واثقة، إذ يتيح هذا المركز للزوار بيئة تفاعلية فريدة من خلال باقة متنوعة من البرامج المحفزة للإبداع والتواصل الحضاري والمعرفة. ويعمل المركز من خلال عدة ملفات ثقافية على بناء مجتمعات معرفية مستدامة تثري الفكر، وتلهم الخيال وتحتضن الإبداع، وترفع من وتيرة الموهبة، والأجمل في هذا كله أن تلك الملفات تدار بعقول شابة مؤمنة بدورها، واثقة من قدراتها في نشر ثقافة المعرفة. ويؤكد المعنيون بإدارة المركز أن رؤيته للمعرفة تقوم على ركائز مهمة منها تنمية مجتمع المعرفة (الأثر الاجتماعي) الذي يصنع نجاح الرواد بصفتهم مبتكرين وعلماء ومبادرين وأكاديميين وقادة أعمال، ويهدف المركز لتحفيز الفضول المعرفي، وتحدي العقول من خلال الموارد التقليدية وغير التقليدية في العلوم والفنون والتكنولوجيا، أما الركيزة الثانية فتتمثل في خلق فرص اقتصادية ذات أثر فاعل، إذ يستطيع الأفراد والمجتمعات أن يسهموا في تشكيل فرص جديدة مجزية اقتصادياً، وتعزّز تقدم المجتمع. بيئة حاضنة للإبداع يسعى المركز من خلال برامجه المتنوعة إلى تطوير أساليب جديدة تتسم بالمرونة في التفكير، مع تعزيز القدرة على التخيل الذي يغذي الإبداع الفني، ويتحقق ذلك من خلال تدشين بيئة حاضنة للإبداع ومحفزة على إنتاج وتبادل المعرفة بشكل يشبع الفضول العلمي، ويحترم التنوع، ويعزز المفاهيم المختلفة في العلوم والفنون، كما يسعى المركز إلى إحداث تأثير إيجابي وملموس لأفراد المجتمع من خلال التركيز على ثلاثة محاور هي نشر المعرفة ورعاية الإبداع، والتواصل الحضاري والثقافي مع العالم ومد جسر بين العلوم والفنون والتعلم مدى الحياة. برج المعرفة يحتوي المركز على برج المعرفة المكون من 18 طابقا ويقدم آخر ما توصل إليه العالم في مجالات المعرفة والفكر، ويشمل على العديد من القاعات المخصصة لعقد 2000 ورشة عمل سنوياً في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والفنون والوسائط المتعددة وبرامج بناء المهارات ويستفيد منها 80 ألف متعلم ومتعلمة سنوياً من خلال تقديم نصف مليون ساعة تعليمية تنمي الشغف وتشبع الفضول المعرفي لدى أبناء وبنات الوطن، ويدار التعلم وتبادل المعارف بشكل يعزّز قيمة المواطنة ويحترم التنوع ويعزّز ثقافة التطوع. مكتبة تفاعلية صممت مكتبة المركز لتكون تفاعلية، وسيكون التركيز على التعلم النشط مع وجود متخصصين لمساعدة الزوار في الحصول على المعلومات والكتب التي يريدونها وتضم المكتبة أكثر من 500 ألف كتاب باللغة العربية والإنجليزية، وتوجد مرافق مخصصة للعمل البحثي في مجالات أكاديمية متخصصة، وتحتضن المكتبة المبادرات الثقافية كمسابقة القراءة الوطنية «اقرأ» ومحاضرات وندوات الكتاب والمثقفين. مختبر الأفكار هو مساحة للإبداع وخلق الأفكار الجديدة ويتكون من معرض للتصميم يحتوي على 60 عملا إبداعيا يحكي قصة الإبداع والابتكار، وسيقدم بطريقة جاذبة لتشجيع الزوار ممن لديهم شغف بالغ ليصبحوا من المبتكرين في مجال التصميم، إذ أن الهدف منه هو رعاية وتنمية الاقتصاد المبني على الابتكار، ويحتوي المختبر على مكتبة تعرض 600 مادة مصنعة ذات مزايا ابتكارية للمساهمة في إيجاد حلول لتحديات المبتكرين أثناء التصميم، وسيقدم المركز 300 ورشة سنوياً لتعريف المهتمين في مجال الابتكار والتصميم بالمنتجات المتاحة في المعرض لدراستها واستخدامها مرجعا في توليد أفكارهم الخاصة ومشاريعهم الإبداعية. متحف الطفل هو أول متحف مخصص للأطفال إلى سن الثانية عشرة في المملكة، ويهدف إلى تنمية قدراتهم الذهنية من خلال معارض وأنشطة تفاعلية وترفيهية، ولا يقتصر هدفه على بناء عقولهم وتنمية معارفهم بل بهدف أيضا لمساعدتهم على اكتشاف ذاتهم وبناء ثقتهم وشخصياتهم من خلال الأنشطة التي يمكنهم أن يشتركوا فيها مع آبائهم، ولدى المتحف أساليب متنوعة لتعريف الأطفال السعوديين بالثقافات الأخرى من خلال كهف القصص. ويوفر المتحف رؤية بانورامية لإعادة اكتشاف الثقافة السعودية والعالمية، ويتكون من أربعة معارض يركز كل منها على نطاق معين ويتيح إطلالة على أفكار وأشكال جديدة من التعبير والفهم الثقافي، ولكل معرض برامجه ومحاضراته وورش عمله، وهي معرض الفنون ويختص بعرض نتاج الفنانين السعوديين الموهوبين الرواد منهم، ومعرض أجيال لاستكشاف الهوية والتراث السعودي، ومعرض كنوز وتركز معروضاته على الفن والتراث الإسلاميين، ومعرض رحلات الذي يركز على التاريخ الطبيعي للمملكة. القاعة الكبرى قاعة ذات تصميم فريد تقع بالقرب من مدخل المركز، وتستضيف المهرجانات والمتاحف والمعارض الزائرة من حول العالم والمؤتمرات والاحتفالات، كما ستكون محفلا للفعاليات الثقافية والمنتديات السنوية، إذ يؤكد هذا المكان صفة التنوع في المركز فهو يتيح للزوار فرصة مشاهدة ما تقدمه الثقافات الأخرى ويشجعهم على إطلاق أفكار خلاقة. المسرح يحتوي على قاعة تعرض أعمالا سعودية وعروض فرق عالمية معزّزة للقيم الثقافية والاجتماعية السعودية، وتوفر تدريبا لأصحاب المواهب المسرحية وصانعي الأفلام والكتاب المسرحيين والمهتمين بالفنون المختلفة ويتيح بمقاعده ال900 تقديم العروض والمحاضرات المتنوعة، وتتسع قاعة العروض الإبداعية ل300 شخص. الأرشيف ويهتم بمهمة إدارة وحفظ السجلات والوثائق التي ترصد تراث المملكة وتاريخها الاجتماعي، ويحوي مقتنيات نادرة وتاريخية مع العديد من الصور والكتب وأفلام وثائقية تروي قصصا من التاريخ ومنها قصة شركة الزيت العربية السعودية، إذ سيأخذ الأرشيف الرسمي لوثائق أرامكو الزائر من البدايات الأولى للشركة خلال نشأتها الأولى مرورا بنجاحاتها المبكرة ووصولا إلى حاضرها الزاهر اليوم، إذ تقف شركةً عالميةً رائدة في مجال إنتاج الطاقة. معرض الطاقة سيعمل معرض الطاقة «معرض أرامكو السعودية للزيت» سابقا على جذب الزوار باستخدام التقنية الحديثة والوسائط المتنوعة، ويتمحور حول النفط والعلوم والطاقة والتكنولوجيا، وسيتمكن زواره من التمتع برحلة تأخذهم عبر بدايات البترول وتكونات الصخور تحت الأرض وعمليات الحفر في الصحراء مرورا بمصانع التكرير وحلول الطاقة البديلة للمملكة. تتويج وإنجاز يذكر أن تتويج برنامج إثراء الشباب بجائزة وايز العالمية عام 2013 من بين 500 مشروع تقدمت للجائزة هو تحد كبير وإثبات بأن شبابنا هم من سيقودون بوصلة الفكر والحضارة، وأن برنامج أرامكو السعودية للإثراء المعرفي سيرسي دعائم الوعي الحضاري والثقافي تجاه محاور الالتقاء بين ثقافات الشعوب.