تطالعنا وسائل الإعلام من فترة لأخرى بأخبار استيلاء بعض الأشخاص على شوارع وضمها للممتلكات الخاصة في ظل غياب الأمانات، وكان آخرها استيلاء رجل الأعمال المشهور على شوارع تم ضمها للسوق التي يمتلكها منذ أكثر من 30 عاما. وتلك الأخبار تنبئ بتقصير الجهة المعنية وهي وزارة الشؤون البلدية والقروية، في المحافظة على الممتلكات، وعدم وجود آلية فاعلة لمراقبة التعديات على الشوارع. وتحسبا لوجود شوارع أخرى تم الاعتداء عليها ولم تكتشفها الأمانة بعد، سواء في محافظة جدة أو في محافظات أخرى بمملكتنا الحبيبة، فإني أتقدم لوزير الشؤون البلدية والقروية باقتراح تكليف الأمانات والبلديات بتشكيل فرق عمل تقوم ميدانيا بمطابقة الخرائط التي لديها على الشوارع والتأكد من عدم وجود تعديات، وتحديد فترة زمنية للانتهاء من ذلك. وأقترح أيضا في حالة عدم كفاية موظفي الأمانات والبلديات للقيام بتلك المهمة، التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية لتوفير متطوعين للمشاركة في فرق العمل الميدانية التي تتولى المسح الميداني للشوارع ومطابقتها مع الخرائط الموجودة لدى الأمانات بعد تدريبهم للقيام بتلك المهمة، وبذلك تتم إعادة الكثير من الممتلكات الضائعة وإعادة ثقة المواطن في الأمانات التي فرطت في الحفاظ عليها. أخيرا.. يتبادر إلى ذهني سؤال عن دور «نزاهة» في مساءلة أمانة محافظة جدة عن تفريطها في الحفاظ على الشوارع التي تم الاستيلاء عليها من قبل رجال الأعمال. والله الهادي إلى سواء السبيل.