أعلن الفريق الطبي بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني في الرياض، نجاح عملية فصل التوأم السوداني رماح ووضاح، التي تعد الإنجاز ال42 الذي عمل عليه أعضاء الفريق الطبي خلال 22 عاما. وهنأ المستشار بالديوان الملكي رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله الربيعة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بنجاح العملية، عادا البرامج الإنسانية التي نفذتها المملكة خلال السنوات الماضية صورة مشرقة لهذا الوطن الغالي. وأوضح أن عملية فصل التوأم «رماح ووضاح» اللذين كانا متصلين بالبطن والحوض ولكل منهما طرف سفلي واحد ويشتركان في الطرف ثالث (مشوّه)، ويبلغ وزنهما مجتمعا 18 كيلوغراما؛ تكللت بالنجاح وبنتائج جيدة، بعد أن استغرقت 11 ساعة ومرت بتسع مراحل وانتهت قبل الوقت المقرر لها، بمشاركة نحو 30 مختصا في التخدير وجراحة الأطفال والتجميل والعظام والمسالك البولية والتمريض والفنيين. وأشار الدكتور الربيعة إلى أن الخبرة الكبيرة للفريق الطبي والجراحي لعبت دوراً كبيراً في استقرار حالة الطفلين أثناء العملية والانتقال من مرحلة إلى أخرى بكل سهولة، إذ لم يواجه أعضاء الفريق أي مفاجآت تذكر، وانتهت العملية حسب ما خطط لها وما هو متوقع منها. وأفاد رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوائم السيامية أن حالة التوأم مستقرة ويرقدان الآن في وحدة العناية المركزة لاستكمال العلاج، متوقعاً بقاءهما فيها لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ثم بعدها تبدأ فترة النقاهة. من جانبه، ثمّن والد التوأم السيامي السوداني هارون إسحاق هذه اللمسة الحانية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مقدماً شكره لأعضاء الفريق الطبي والجراحي. ووصف والد التوأم إجراء العملية بناء على موافقة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنها تمثل نهاية لأوجاع أسرته التي لم تكن تعرف كيفية التصرف لإنقاذ الطفلين. وأكد ل«عكاظ» أنه فور سماعه بالمبادرة لم تسعه الأرض من الفرح، وأخذ يلهج بالدعاء بأن يحفظ الله تعالى خادم الحرمين الشريفين على عطاياه ونبيل كرمه، مضيفا «ما عدمناك يا خادم الحرمين وما عدمنا عروبتك وطيب وقفاتك مع من هم في الريف والحضر». وكشف هارون القادم من قرية صغيرة في مدينة الجنينة التابعة لإحدى ولايات دارفور غربي السودان أن عملية ولادة طفليه كانت طبيعية في المنزل، «فلم أكن أعلم أنا ولا زوجتي أنهما ملتصقان، خصوصا أننا لم نلتزم بالمراجعة الدورية في المستشفيات لعدم القدرة المادية، ولم نكتشف الأمر إلا بعد الولادة، لنبدأ في سجل المراجعات في مستشفى المدينة، إذ نصحنا الأطباء بمراجعة مستشفيات العاصمة الخرطوم للبحث عن إمكان فصل التوأم الذي أطلقنا عليه اسم وضاح ورماح». وأضاف هارون «باءت جميع المحاولات بالفشل للحصول على إمكان الفصل. لكن الأمل لم ينقطع في الله عز وجل خصوصا أننا علمنا أن السعودية سبق أن أجرت عملية مماثلة قبل سنوات للتوأم السوداني ممدوح ومحمود، فتواصلنا مع ذويهما حيث أخبرونا عن الدور الإنساني الذي تبذله السعودية في هذا الأمر والفريق الطبي العالمي المحترف الذي يجري عمليات فصل التوائم». وأوضح والد السيامي السوداني أن أحد أقاربه نصحه بكتابة خطاب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتوصيله عبر السفير السوداني في السعودية. وأضاف «بعد أسابيع من إرسال الخطاب وصلت الموافقة بفضل من الله على إجراء العملية في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، فلم تسعنا الأرض من الفرحة بهذه الموافقة التي فتحت لنا أملا جديدا».