رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم السبت اتهامات بانه يسعى لاشعال الخلافات الطائفية في العراق بانتقاد حكومته في الاونة الاخيرة واتهم نظيره العراقي بمحاولة كسب "نفوذ" في حرب كلامية متصاعدة بين البلدين الجارين. وزادت سخونة الخلاف يوم الخميس عندما اتهم اردوغان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالتصرف "بأنانية" وباثارة التوترات بين الشيعة والسنة والاكراد في العراق وسط ازمة دستورية في بغداد. ووصف المالكي بدوره تركيا بانها "دولة معادية" وقال في بيان على موقعه على الانترنت يوم الجمعة ان تصريحات اردوغان تمثل عودة اخرى الى التدخل الصارخ في الشؤون الداخلية للعراق. وقال اردوغان للصحفيين في تصريحات بثتها قناة (ان تي في) الاخبارية التلفزيونية "اننا لا نفرق بين السنة او الشيعة او العرب او الاكراد او التركمان انهم جميعا اشقاؤنا. "اذا كنا نرد على السيد المالكي فاننا نعطيه الفرصة للاستعراض. لايوجد ما يدعو للسماح له بكسب نفوذ." وتعد تركيا التي تقطنها اغلبية سنية حليفا رئيسيا بل ونموذج يحتذى به بالنسبة للعراق بسبب دستورها العلماني وعلاقاتها الوثيقة مع الغرب بما في ذلك عضويتها في حلف شمال الاطلسي. والعراق ثاني اكبر شريك تجاري لتركيا بعد المانيا حيث وصل حجم التجارة العام الماضي الى 12 مليار دولار اكثر من نصفها كان مع منطقة كردستان شبه المستقلة. وتتهم بغداد انقرة بين الحين والاخر بالتدخل في شؤونها منذ الغزو الذي قادته امريكا عام 2003. ووجهت ايضا اتهامات للسعودية وايران وسوريا بزعزعة استقرار جارهم العراق. وجاء تبادل التصريحات اللاذعة بين المالكي واردوغان بعد ان التقى اردوغان مع مسعود البرزاني رئيس المنطقة الكردية الذي يقيم علاقات وثيقة مع الحكومة التركية. والتقى اردوغان ايضا مع طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي السني الذي فر من العراق في ديسمبر كانون الاول بعد اصدار امر باعتقاله مما اثار الازمة السياسية الحالية في بغداد. والهاشمي مطلوب بتهمة ادارة فرق اعدام. وتدخلت وزارة الخارجية التركية في النزاع واصدرت بيانا قال ان تركيا ليس لديها نية التدخل في العراق او الشؤون الداخلية لاي دولة مجاورة. واضافت في بيان ان "اساس الازمة السياسية التي يجد العراق نفسه فيها هي ان الساسة العراقيين يسعون لتعزيز السلطة واستبعاد الاخرين وليس (اتباع) سياسات تقوم على اساس المباديء الديمقراطية والشاملة. "انها لحقيقة انه يمكن ايجاد هذا المفهوم الخاطيء للسياسات وراء المفاهيم الخاطئة التي ادت الى توجيه اتهامات ضد تركيا من قبل رئيس الوزراء المالكي الذي حرض على الازمة في العراق." وقال البيان ايضا ان تركيا تسعى لاقامة علاقات ودية مع جيرانها ماداموا لا يشكلون عقبات . وحذر اردوغان من قبل ان تركيا لن تبقى صامتة اذا اندلع صراع طائفي في العراق. واردوغان ايضا من المنتقدين بشكل صريح لقمع حليفه السابق الرئيس السوري بشار الاسد لانتفاضة في بلاده. وتشعر تركيا بقلق من احتمال ان يؤدي العنف في سوريا والتوترات المتزايدة في العراق الى صراع اوسع بين الشيعة والسنة في المنطقة. وتوترت ايضا العلاقات مع ايران بسبب معارضة تركيا للاسد حليف طهران.