يجد الأردنيون أنفسهم في خضم الحدث السوري مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين عبر الحدود، ورؤيتهم لمعاناة أشقائهم الذين يجدون أنفسهم بلا دخل ولا مأوى. عائلات سورية اعتادت على الفرار من ويلات عنف النظام السوري منذ اندلاع الثورة في آذار (مارس) الماضي، وصولا إلى أمس، حيث تسلل 50 سوريًا، عابرين الحدود من "تحت الشيك" الفاصل بين الحدين الأردني والسوري، ليتولى متصرف لواء الرمثا تأمينهم بالمسكن بمساعدة محسنين أردنيين، وفق مصادر مطلعة. محسنون أردنيون، رفضوا ذكر أسمائهم، قدموا مساعدات لعائلات سورية وصلت إلى البلاد، إذ أجر مواطن من منطقة (الشجرة) في لواء الرمثا، منزلا لعائلة "حمصية" قبل يومين بأجرة سنوية قيمتها دينار مقبوض، وسخر هذا المواطن كل إمكانات أسرته لخدمة هذه العائلة. وينتشر اللاجئون السوريون الذين يقدر عددهم بنحو 15 ألفا في مدن: الرمثا، المفرق، إربد، معان، مادبا وعمان. وفد شعبي من معان حضر إلى الرمثا مؤخرا، واستقبل عائلات سورية يصل عدد أفرادها إلى 500، أسكنوهم في بيوت بمعان، وقدموا لهم مساعدات غذائية وعينية، معززين هذا الاتصال بمصاهرة بعض هذه العائلات. كذلك حضر وفد شعبي من مدينة مادبا، لاستقبال عائلات سورية وصل تعداد أفرادها إلى 200. وتقوم وزارة الداخلية بإرسال لاجئين سوريين لتسجيلهم في سجلات اللاجئين للأمم المتحدة حاليا، كي يحصلوا على مساعدات مالية تصل إلى 300 دولار لكل عائلة شهريا، إضافة إلى معونات غذائية. مصدر في وزارة الداخلية، يبين أن مدينتي الرمثا والمفرق، أكثر مدن المملكة استقبالا للاجئين السوريين، مشيرا إلى أن معدل الدخول اليومي لهاتين المدينتين يصل إلى 100 لاجئ حاليا، مع توقعات بزيادة عملية اللجوء مع ارتفاع وتيرة العنف في سورية. وتوضح مصادر مطلعة في وزارة الداخلية أن عدد السوريين المقيمين على أرض المملكة يصل إلى نحو 71 ألفا، تتنوع أسباب إقامتهم بين لاجئين ووافدين ومستثمرين. في الأثناء، أعلن أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أحمد العميان أنه سيصار إلى افتتاح مخيم اللاجئين السوريين في منطقة رباع السرحان في المفرق نهاية الأسبوع الحالي