حثت فرنسا تركيا يوم الثلاثاء على عدم المبالغة في رد الفعل على اقرار البرلمان الفرنسي مشروع قانون يجرم انكار الابادة الجماعية للارمن على يد الاتراك في العهد العثماني قبل ما يقرب من 100 عام. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لقناة (كانال بلس) التلفزيونية ان توقيت القانون الجديد لم يكن مناسبا لكنه دعا تركيا الى التحلي بالهدوء. وأقر مجلس الشيوخ الفرنسي يوم الاثنين مشروع القانون بعد مداولات استمرت ما يقرب من ست ساعات. وكان مجلس النواب قد أقر التشريع في ديسمبر كانون الاول الماضي مما دفع أنقرة الى الغاء كل الاجتماعات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع باريس واستدعت سفيرها للتشاور. وقال جوبيه الذي كان ضمن المعترضين على مشروع القانون "نحتاج علاقات طيبة معها (تركيا) وينبغي أن نتجاوز هذه المرحلة المبالغ فيها." وأضاف "تربطنا علاقات اقتصادية وتجارية مهمة جدا. وأرجو ألا تطغى الانفعالات على هذه الحقيقة." وأحيل مشروع القانون الى الرئيس نيكولا ساركوزي للتصديق عليه. وقال سفير تركيا لدى باريس تحسين بورجو أوغلو ان اقرار مشروع القانون سيؤدي الى "قطع كامل" للعلاقات بين البلدين وان أنقرة قد تسعى لخفض وجودها الدبلوماسي في باريس. وتقول أرمينيا ان حوالي 1.5 مليون مسيحي أرمني قتلوا في منطقة هي الان شرق تركيا ابان الحرب العالمية الاولى في ابادة جماعية أمرت بها السلطات العثمانية. وانهارت الامبراطورية العثمانية بعد الحرب لكن الحكومات التركية المتعاقبة والغالبية العظمى من الاتراك تشعر بأن اتهام الابادة الجماعية اهانة موجهة للامة. وتقول أنقرة انه كانت هناك خسائر كبيرة في الارواح من الجانبين خلال القتال.