ربما تكون مهمة صانعي الشوكولاتة حول العالم هي تقديم طعم حلو للمستهلكين، إلا أن حكومة ساحل العاج تسعى لمواجهة ما تعتبره المعاملة المرة التي يلقاها مزارعو الكاكاو الذين تستخدم محاصيلهم في صناعة الحلوى البنية. وكانت ساحل العاج، الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، اكبر منتج عالمي للكاكاو، المكون الرئيسي في الشوكولاتة، بين عامي 2009 و2010، بإنتاج وصل إلى 1.19 مليون طن، وفقا لأرقام لمنظمة الدولية للكاكاو. وبفضل مزيج من تقلبات الأسعار، وعدم الاستقرار الداخلي في ساحل العاج، وغياب الحماية من المضاربين، يبدو أن جزء صغيرا فقط من مليارات الدولارات التي تشكل العائدات السنوية للصناعة يجد طريقه إلى أيدي المزارعين في البلاد. وفي حين أن هذا وضع قد يفيد تجار الكاكاو وشركات الشوكولاتة، إلا أن منظمات غير ربحية مثل "المبادرة الدولية للكاكاو" تزعم أن الأوضاع الحالية ترغم المزارعين على دفع أجور منخفضة، وتشجع الممارسات الاستغلالية مثل عمالة الأطفال. لكن وفقا لسانغافوا كوليبالي، وزير الزراعة العاجية، فإن الحكومة المركزية الآن تبذل جهودا حثيثة لجعل عملية إنتاج الكاكاو أكثر عدلا وأكثر ربحية بالنسبة للمزارعين، ويقول إن الأرباح التي تحققت من بيع الكاكاو لسوء الحظ لم تكن كافيا ليستفيد منها المزارعون بسبب سوء الإدارة." ويسلط كوليبالي الضوء على حقيقة أن المزارعين يحصلون على نحو 40 في المائة فقط من سعر الكاكاو الذي ينتجونه، وهذا لا يتناسب مع التكاليف التي يتحملونها، لافتا إلى أنه يأمل في أن ترتفع تلك الحصة إلى 60 في المائة في السنوات المقبلة. كما يلوم كوليبالي رئيس البلاد السابق، لوران غباغبو، الذي رفض الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات التي جرت في أكتوبر/تشرين أول 2010، قبل أن يتخلى عن السلطة عن طريق القوة العسكرية، على تباطؤ الإصلاحات التي ستعود بالنفع على بلد مزارعي الكاكاو. وتسهم ساحل العاج في نحو 40 في المائة من الإنتاج العالمي لمحصول الكاكاو، وينبغي أن تكون خطط الحكومة لإيجاد عملية إنتاج دائم وعادل بمثابة الأخبار الجيدة لشركات الشوكولاتة في العالم، فضلا عن مزارعي الكاكاو في البلاد. ولكن بينما يصر كوليبالي أن الحكومة المركزية جادة في محاولاتها لمساعدة المزارعين، إلا أن الشكوك تحيط بوعود الحكومة لدى المزارعين.
ويقول توري درامان، وهو مزارع وصاحب جمعية تعاونية للكاكاو تقع داخل المناطق النائية والريفية في ساحل العاج، إنه "ما لم يتم إجراء تغييرات حقيقية لضمان حصول المزارعين على سعر عادل لمنتجاتهم سوف يضطرون إلى استخدام الأطفال ودفع أجور منخفضة، وهذا بدوره سوف يخلق العديد من المشاكل على المدى الطويل." ويشير درامان إلى أن وعود الإصلاح لجعل زراعة الكاكاو أكثر عدلا، وأكثر ربحية، ما زالت تقطع من قبل الحكومة منذ مدة، لكن شيئا لم يتحقق.