أجمعت سعوديات تحدثن في "منتدى المرأة الاقتصادي" الذي نظمته غرفة الشرقية في الدمام، على تحديد 3 عوامل تحول دون تمكّن المرأة اقتصادياً هي: الجهل بالقرارات، ونقص الكفاءة، وصعوبة الحركة. وتحدثت في المنتدى الذي رعته حرم أمير الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف، رئيسة مجلس إدارة الجمعية التعاونية النسائية "حرفة" الأميرة نورة بنت محمد، مقترحة دمج قضايا المرأة في الاستراتيجيات الوطنية المعنية بتخفيف حدة الفقر وإطلاق حملات لمحو الأمية، وزيادة فرص العمل، ومنح قروض للمزارعات. وأوضحت أن "استهداف المرأة ضمن الأسر المنتجة سببه ارتفاع تكاليف المعيشة"، موضحة أن "النساء غالباً ما يعملن لحسابهن الخاص في مشاريع صغيرة". استعرضت مسؤولات وخبيرات مختصات بعمل المرأة محليا ودوليا مجموعة من العوائق التي تواجه المرأة في الحياة الاقتصادية عبر 3 جلسات نظمتها غرفة الشرقية ضمن منتدى المرأة الاقتصادي بعنوان "تمكين المرأة اقتصاديا"، الذي عقد في فندق شيراتون الدمام برعاية من حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف. وشرحت رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية النسائية "حرفة" الأميرة نورة بنت محمد تجربة برنامج "حرفة"، إلى جانب إبراز أسباب الفقر وكيفية التخلص منه. وقدمت في ورقتها حلولا لتعدي مشكلة الفقر من خلال دمج قضايا المرأة في الاستراتيجيات الوطنية المعنية بتخفيف حدة الفقر وإطلاق حملات لمحو الأمية، وزيادة فرص العمل المتاحة للمرأة، ومنح القروض للمزارعات وصاحبات المشاريع الصغيرة . وأكدت أن برنامج حرفة الذي بدأ عام 2010 لتحسين أوضاع الأسر حقق جملة إيجابيات، بعد أن بلغ حجم المحفظة الإقراضية 27.5 مليون ريال ممولة من بنك التسليف والادخار السعودي، فيما بلغ حجم القرض بين 3000- 15000 ريال. وتبين خلال المشاريع التي تم تمويلها أن 75% من الأسر يعتمد دخلها على عمل ربة الأسرة في الإنتاج. وأوضحت الأميرة نورة أن استهداف المرأة ضمن الأسر المنتجة يتم بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والحاجة إلى وجود مصدر إضافي لدخل الأسرة، فيما يستقطب القطاع غير المنظم الإناث، بخاصة غير المتعلمات أو ذوات المهارات المحدودة. وغالبا ما تعمل النساء لحسابهن الخاص في مشاريع صغيرة في مجالات التنظيف والتجارة وصناعة الملابس والأغذية الجاهزة. من جانبها، أشارت المديرة التنفيذية لمدارس العزيزية التعليمية الأميرة مشاعل بنت فيصل آل سعود إلى أن الأعمال الصغيرة والمتوسطة تشكل العمود الفقري للقطاع الصناعي بنسبة 85%، حيث تبين دراسة أجرتها منظمة الخليج للاستثمارات أن نسبة المصانع الصغيرة والمتوسطة وصلت إلى 75% من مصانع السعودية. وذكرت أن هناك معوقات كبيرة تقف في طريقها وتحول دون استمرارها وتطورها مثل نقص المهارات الإدارية والكفايات المهنية لصاحب العمل. وحملت مديرة برنامج النوع الاجتماعي بكلية دبي للإدارة الحكومية الدكتورة مي الدباغ الجهات الحكومية مسؤولية العوائق التي تمر بها المرأة السعودية لإتمام مشاريعها، وقالت ل"الوطن" إن 50% من دور المرأة في المشاركة في المجال الاقتصادي غير مفعل رغم القرارات التي تخدم المرأة، ومنها إلغاء شرط الكفيل، الذي يجهله كثير من موظفي الدوائر الحكومية، موضحة أن ولاية الأمر للمرأة وحاجتها لتصريح من ولي أمرها للسفر وعدم قدرتها على قيادة السيارة يشكلان عائقا أمام مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية ويحدان من عطائها وخدمة بلدها. من جهتها، رأت رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب الشيخة حصة الصباح أن مشاركة المرأة في التنمية تعد مؤشرا يقاس عليه تقدم المملكة ونهوضها، مشيرة إلى أن المشاريع الصغيرة تسهم كثيرا في دعم عجلة الاقتصاد مستشهدة بالجمهورية اليمنية التي يشكل النساء 70% من عملاء التمويل الأصغر، فيما تصل النسبة إلى50% في مصر. وطالبت المرأة بعدم الاستسلام للموروث الثقافي، الذي يشكل حاجزا دون خوض المرأة المجال الاقتصادي. وقالت النائبة بالبرلمان اللبناني بهية الحريري ل"الوطن" إن المملكة ساعدت بشكل كبير على دعم أكثر من 30% من شباب لبنان وإيجاد فرص عمل لهم عبر استثمارات السعوديين في لبنان، التي تشكل حيزا كبيرا من استثمارات الخليج. وربطت الحريري البطالة التي يعيشها الوطن العربي بنوعية التعليم، مؤكدة أن فتح الآفاق بين العرب في مختلف المجالات الإنسانية والتعليمية والصناعية والتجارية يمكن من القضاء على البطالة في العالم العربي. _____ انتهى _____