أبلغ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الزعماء العرب أن الانتفاضات الشعبية التي تهز دولهم هي "بارقة أمل" للمظلومين وحثهم على انتهاج الديمقراطية. وقال أردوغان متحدثا في القاهرة المحطة الاولى في جولة له في ثلاثة دول عربية اطاحت فيها انتفاضات "الربيع العربي" بحكامها المطلقين بمن فيهم الرئيس المصري السابق حسني مبارك "يا اخواني.. الديمقراطية والحرية حق اساسي لكم مثل الخبز والماء." واضاف أردوغان قائلا امام حشد متحمس تجمع في دار الاوبرا بالعاصمة المصرية "رسالة الحرية التي تنتشر من ميدان التحرير (بالقاهرة) اصبحت بارقة أمل لجميع المظلومين في طرابلس ودمشق وصنعاء." وقوطع أردوغان -الذي يحظى بالتبجيل في ارجاء العالم العربي عن انتقاداته المتزايدة لاسرائيل- بضع مرات وقف خلالها الحاضرون وهم يصفقون ويرددون اسمه. وقال اردوغان -الذي تهدف جولته في مصر وتونس وليبيا إلي تعزيز النفوذ التركي في المنطقة التي تشهد تغييرا- ان الزعماء العرب يجب ان "يصبحوا قادة للتغيير بدلا من أن يقاوموه." واضاف قائلا "يتعين ان تحصل الحكومات على شرعيتها من ارادة الشعب. وبغير هذا فانها ستكون غير شرعية .. هذا هو جوهر سياسة تركيا في المنطقة." وانتقد أردوغان الرئيس السوري بشار الاسد وهو حليف سابق يواجه ادانة دولية بسبب حملته لقمع المحتجين المطالبين بالديمقراطية. وقال رئيس الوزراء التركي "لا أحد يمكن ان يكون صديقا أو أن يثق بحكومة تطلق الرصاص على شعبها وتهاجم مدنها بالدبابات." لكن أردوغان لم يدع صراحة الاسد الي الاستقالة. وقال "الزعيم الذي يقتل شعبه يفقد شرعيته." ولقيت انتقادات اردوغان لاسرائيل مؤخرا تأييدا قويا في العالم العربي. وفي كلمته في القاهرة وصف "سياسات اسرائيل غير الشرعية وغير الانسانية" بانها اضخم عقبة امام السلام في المنطقة والقى بثقل تركيا خلف مسعى للفلسطينيين للحصول على عضوية كاملة في الاممالمتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال اردوغان "كل مستوطنة يهودية هي حائط يعرقل السلام. نأمل بان يدرك الشعب الاسرائيلي اسوار العزلة التي تبنيها له حكومته" مضيفا أن عقلية الحكومة الاسرائيلية "غير انسانية وتفتقر كل اساس قانوني." وطردت تركيا السفير الاسرائيلي الاسبوع الماضي وسط خلاف بشأن غارة اسرائيلية العام الماضي أودت بحياة تسعة اتراك على متن سفينة كانت ضمن اسطول يحمل معونة انسانية الي الفلسطينيين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس الاسلامية وتحاصره اسرائيل.