قتلت قوات الأمن السورية 12 شخصا على الاقل يوم الجمعة فيما خرج مئات الالاف من الاشخاص الى الشوارع في أنحاء البلاد في أكبر احتجاجات حتى الان ضد الرئيس بشار الاسد. ويسعى الاسد الذي يواجه أكبر تحد لنحو 40 عاما من حكم حزب البعث الى سحق الاحتجاجات. لكن بالرغم من أن جماعات حقوقية تقول ان نحو 1400 مدني قتلوا منذ مارس اذار تتواصل الاحتجاجات بلا هوادة ويتزايد عدد المشاركين فيها. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان "هذه هي أكبر احتجاجات حتى الان. انها تحد صريح للسلطات لاسيما عندما تخرج كل هذه الاعداد في دمشق للمرة الاولى." وذكر شهود وناشطون أن الشرطة أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع في العاصمة دمشق مما أسفر عن مقتل خمسة وفي جنوب سوريا قرب الحدود مع الاردن حيث قتلت أربعة. وأضافوا أن قوات الامن قتلت بالرصاص ثلاثة محتجين في مدينة ادلب بشمال البلاد. وقال شاهد عبر الهاتف من وسط دمشق "نحن في حي الميدان وهم يطلقون قنابل مسيلة للدموع علينا والناس يهتفون." وفي مدينة حماة التي نفذ الجيش مذبحة فيها عام 1982 أظهرت لقطات فيديو صورها السكان حشدا كبيرا في ساحة العاصي الرئيسية بالمدينة يردد "الشعب يريد اسقاط النظام". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 350 ألفا على الاقل تظاهروا في محافظة دير الزور الشرقية. وقال سكان ان القوات السورية قتلت بالرصاص اثنين من المحتجين هناك يوم الخميس. وعلى الرغم من أن دير الزور مركز الانتاج المتواضع من النفط في سوريا فانها من أفقر المناطق في الدولة البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة. ويستثمر القليل من عائدات النفط في المنطقة الصحراوية وأدى نقص المياه على مدى الاعوام الستة الماضية -الذي يرجعه خبراء الى سوء ادارة الموارد والفساد- الى تقلص الانتاج الزراعي. وحذرت قوى دولية من بينها تركيا الاسد من تكرار المذابح التي كانت ترتكب في عهد والده الرئيس حافظ الاسد الذي سحق تحديات اليساريين والاسلاميين لحكمه. وزار السفيران الامريكي والفرنسي حماة لاظهار التأييد يوم الجمعة الماضي. وبعد ثلاثة أيام تعرضت السفارتان للهجوم من جانب مؤيدي الاسد. ولم يقتل أحد في الهجمات التي ندد بها مجلس الامن الدولي.