حفلت الصحف العربية الصادرة الخميس بتغطية واسعة للأحداث اليومية الساخنة في منطقة الشرق الأوسط، حيث برز الملفان السوري والليبي في المقدمة، إلى جانب الملف السوداني الذي بدأ يعود للصدارة مجدداً، بالإضافة إلى عدد من القضايا غير التقليدية، لعل أبرزها ما تشهده لبنان من حديث حول خطة تستهدف اغتيال زعيم تيار "المستقبل"، ورئيس الحكومة السابق، سعد الحريري. الشرق الأوسط: أفردت صحيفة "الشرق الأوسط" عنواناً رئيسياً يقول: بان كي مون: الأسد لا يتمتع بمصداقية.. الاتحاد الأوروبي يقر اليوم عقوبات إضافية على النظام تشمل 3 إيرانيين.. تزايد المظاهرات في دمشق وحلب.. ازدحام كبير على محطات الوقود في دمشق.. المعلم: حزب الله وإيران يقدمان دعماً سياسياً وسنقدم للآخرين دروساً في الديمقراطية. وفي التفاصيل كتبت الصحيفة: صعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس (الأربعاء)، من لهجته تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إن الأخير لا يتمتع بأي "مصداقية"، حاضاً مجلس الأمن الدولي على تجاوز انقساماته حيال الأزمة السورية. وأوضح بان كي مون للصحفيين، خلال لقاء غداة إعادة انتخابه أميناً عاماً للأمم المتحدة: "لا أجد مصداقية تذكر في ما قاله (الأسد) حتى الآن"، وتابع أنه سيكون "من الأهمية بمكان" أن يحسم مجلس الأمن الدولي الأمر بصوت واحد حيال الأزمة التي تهز سوريا. وجاءت تحذيرات بان كي مون في وقت يستعد فيه الاتحاد الأوروبي للتصويت اليوم (الخميس) على مجموعة عقوبات جديدة ضد النظام السوري، تشمل 3 إيرانيين متهمين بمساعدة النظام السوري في قمع المحتجين. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم وجود دعم سياسي إيراني ومن حزب الله لبلاده لتجاوز الأزمة، إضافة إلى دعم الإصلاحات التي أعلنها الأسد، لكنه نفى أي دعم عسكري على الأرض، وأضاف المعلم مشيراً إلى تركيا، أن بلاده لا تريد دروساً في الديمقراطية من أحد، وقال: "لا نأخذ دروساً من أحد، وبعد إنجاز الإصلاح سنقدم للآخرين دروساً في الديمقراطية." من جهة أخرى، وفيما تستمر المظاهرات في مناطق ومدن متعددة داخل سوريا، تزايدت هذه المظاهرات في العاصمة دمشق وحلب على وجه الخصوص، في الوقت الذي دعا فيه ناشطون على صفحة "الثورة السورية" في "فيسبوك"، إلى إضراب عام اليوم، بينما دعوا لمظاهرات جديدة يوم الجمعة، تحت شعار "سقوط الشرعية"، وذكر الموقع في الدعوة لمظاهرات الجمعة "بشار لم يعد رئيسي، وحكومته لم تعد تمثلني." ومن نفس الصحيفة، برز عنوان آخر يقول: مراهق بريطاني يهز الاستخبارات الأمريكية من غرفة نومه.. "إف بي آي" و شرطة لندن ينفذان عملية مشتركة لاعتقاله. وجاء تحت هذا العنوان: أوقفت الشرطة البريطانية الشاب راين كليري في منزله بمنطقة ويكفورد بايسيكس، بعد عملية مشتركة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكية وشرطة لندن. والشاب كليري متهم بأن له دور أساسي في سلسلة من الهجمات على المواقع، قامت بها مجموعة قرصنة تسمى "لولزسيك"، حسب ما جاء في صحيفة "الغارديان" البريطانية. وتم كشف المراهق البريطاني وهو يحاول الهجوم على موقع الوكالة البريطانية للجرائم الجدية والمنظمة (سوكا) مستعملاً جهاز كومبيوتر من غرفة نومه.. ويواجه كليري إمكانية ترحيله للمحاكمة في الولاياتالمتحدة، وذلك بتهمة هجومه على مواقع وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) إذا ثبت تورطه. وحسب "الغارديان"، تستعمل "لولزسيك" نوعين من الهجوم؛ الأول هو القرصنة على المواقع، والثاني يقومون من خلاله بتعطيل المواقع ويسمونه إنهاء الخدمة. الحياة: أبرزت صحيفة "الحياة" عنواناً في الشأن السوداني يقول: جوبا تتهم الخرطوم ب"المساومة" بعد تهديد البشير بإغلاق أنابيب النفط. وذكرت الصحيفة: اتهمت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحاكمة في جنوب السودان، الخرطوم بالمساومة لرفع سقف التفاوض في شأن مصاريف نقل نفط الإقليم الذي يستعد لإعلان استقلاله في التاسع من الشهر المقبل، لتعويض خسارة عائدات النفط التي سيفقدها الشمال بعد الانفصال، بعد تهديد الرئيس عمر البشير بإغلاق أنابيب النقل. وقال الناطق باسم الحركة، يان ماثيو، إن "حزب المؤتمر الوطني" الحاكم، بزعامة البشير "يدرك أنه يعيش نهاياته، ما يجعله معتمداً على المال والقوة في إدارة شؤون السودان"، مشيراً إلى أن حزب البشير "لن يصمد أمام ما يواجهه من تحديات مستقبلية من دون توفير المال للأمن." واعتبر تهديدات البشير "كروت (أوراق) لرفع سقوف لن يجبرنا على قبولها، لأنه لا يملك الحق في المطالبة بها أو الإصرار عليها"، مشدداً على أن "قادة الجنوب ليسوا تلاميذ حتى يملي عليهم ماذا يفعلون، وبالتالي لا يهمنا ما يبثه البشير حول النفط أو أي قضية." وكان البشير هدد بإغلاق الخط الناقل للنفط الجنوبي، وأكد خلال لقاء جماهيري في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في شرق السودان مساء أول من أمس، عدم قبول حكومته أي شروط من الجنوب في شأن النفط. وقال إن "أمام الجنوب 3 خيارات لتسويق النفط، إما القبول باقتسام الإنتاج، أو دفع رسوم وضرائب مقابل استخدام خط الأنابيب، وبشروطنا، وإما سنغلق الخطوط، وابحثوا لكم عن طريقة ثانية لتصدير نفطكم." ويأتي نحو 75 في المائة من إنتاج النفط السوداني من الجنوب، لكن مصافي التكرير وخطوط الأنابيب والموانئ في الشمال. القدس العربي: تصدر الصفحة الرئيسية للصحيفة اللندنية عنوان يقول: مخاطر على حياة سعد الحريري ألزمته البقاء في فرنسا.. حديث عن تهديده باستهداف طائرته بصاروخ لدى هبوطها في المطار. وكتبت في التفاصيل: يدور همس كثير في بيروت حالياً حول أسباب وجود رئيس "تيار المستقبل"، الرئيس سعد الحريري، خارج البلاد وعدم عودته إلى بيروت منذ حوالي 3 أشهر.. وبحسب معلومات "القدس العربي" أن الرئيس الحريري موجود حالياً في العاصمة الفرنسية بسبب تهديدات شعر بها، شبيهة بالتهديدات التي تعرّض لها والده الرئيس رفيق الحريري قبل اغتياله في 14 شباط (فبراير) 2005. ولا تشأ أوساط "تيار المستقبل" الدخول في تفاصيل حقيقة هذه التهديدات، لكن معلومات غير مؤكدة لم تستبعد احتمال استهداف طائرة الحريري الخاصة بصاروخ أرض جو لدى هبوطها في مطار بيروت الدولي، أو استهداف موكبه على أحد الطرقات. وتفيد المعلومات بأن هذه التهديدات تصاعدت بعد الاحتجاجات التي تشهدها سوريا، والاتهامات التي طالت الحريري وفريقه بالتحريض على نظام الرئيس بشار الأسد. وفي حديث إلى "القدس العربي" قال عضو كتلة "المستقبل"، النائب عمار حوري: "ليس سراً أن هناك مخاطر محيطة بالرئيس سعد الحريري، وهذه المخاطر جعلته يتخذ بعض الاحتياطات"، وأضاف: "نحن في 14 آذار قدمنا سلسلة من الشهداء والدماء والتضحيات، وربما منذ انطلاق ثورة الأرز، وقبلها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقبلها محاولة اغتيال الشهيد الحي مروان حمادة، كل هذه الأمور تجعلنا نستنتج دائماً أن ثورة الأرز ورجالها هم دائماً في دائرة الخطر." المصري اليوم: من جانبها تناولت الصحيفة القاهرية عنواناً يقول: يحيى الجمل يتقدم باستقالته.. و"المجلس العسكري" يرفضها. وقالت الصحيفة: تقدم الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس مجلس الوزراء، باستقالته إلى الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، وبينما قبلها شرف "تحت ضغط شديد" من "الجمل"، فقد رفضها المجلس العسكري. وذكر بيان صادر عن مجلس الوزراء، أمس (الأربعاء)، أن المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة، رئيس المجلس العسكري الأعلى، اتصل بالدكتور يحيى الجمل، مؤكداً رفض الاستقالة. وأوضح "الجمل"، في البيان، أن المشير قال له، في لقاء جمعهما، إن "المرحلة الحالية تقتضى من الجميع التضحية إلا لاعتبارات صحية"، وقال نائب رئيس الوزراء: "لم يكن أمامي إلا أن أوافق شاكراً ومقدراً ثقة المجلس الأعلى، وثقة الصديق الدكتور عصام شرف، الذي أعتذر له بسبب الضغوط التي مارستها عليه، وبذلك يعتبر الموضوع منتهياً."