يجتمع رئيسا السودان وجنوب السودان، الأحد، للمرة الأولى منذ عام للاتفاق على أمن الحدود، حتى يستطيع جنوب السودان استئناف تصدير النفط من جديد الذي يمثل عصب الحياة لاقتصادي البلدين. ويختتم رئيس السودان عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير أسبوعين من المفاوضات في إثيوبيا، حيث كان الاتحاد الإفريقي يقوم بالوساطة لمحاولة وقف القتال على الحدود البالغ طولها 1800 كيلومتر. ويجب أن تتوصل الدولتان الى اتفاق سلام شامل هذا الأسبوع وإلا تجازفان بأن يفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات عليهما. وسيوفر هذا الاتفاق للدولتين العائدات النفطية التي تحتاجها كل منهما لتفادي انهيار اقتصادي، لكن عليهما ايضاً تسوية قضايا أخرى تركت معلقة عند الانفصال في يوليو/تموز 2011. وتوصلت الدولتان إلى اتفاق مؤقت في اغسطس/آب لاستئناف صادرات النفط من جنوب السودان الذي لا يطل على بحار أو أنهار من خلال السودان عبر موانئه المطلة على البحر الأحمر بعد أن أوقفت جوبا إنتاجها إثر خلاف بشأن رسوم التصدير، إلا أن السودان يصر على التوصل لاتفاق أمني أولاً. وكان من المقرر عقد القمة في جوبا عاصمة جنوب السودان في ابريل/نيسان لكنها ألغيت حين اندلعت الاشتباكات وسيطر جنوب السودان لفترة قصيرة على حقل نفطي حيوي لاقتصاد السودان. وقبل السودان يوم السبت اتفاقاً بوساطة الاتحاد الإفريقي ولكن بشروط وافقت عليه حكومة جنوب السودان بالفعل بإقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح على امتداد الحدود. ومن المنتظر أن يوقع كير والبشير اتفاقات لتعزيز التجارة ولتمنح كل دولة مواطني أخرى إقامة ما ينهي حالة الارتباك التي يعيشها الجنوبيون في السودان. وانفصل جنوب السودان عن شماله في يوليو/تموز 2011 بموجب اتفاق للسلام وقع عام 2005 أنهى عقوداً من الحرب الأهلية. وترك الانفصال قائمة طويلة من القضايا دون حل مثل ترسيم الحدود ورسوم نفط الجنوب وإنهاء الاتهامات بدعم كل دولة للمتمردين في أراضي الأخرى. وفشلت الدولتان في تطبيق اتفاقات سابقة ولم تحرزا تقدماً كبيراً خلال المحادثات بشأن خمس مناطق حدودية متنازع عليها. وسيترك هذا لجولة تحكيم مطولة مستقبلاً. ومن المنتظر أن يبحث الرئيسان حلاً لمنطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها، حيث فشلت محاولات سابقة جراء استفتاء، لأن الدولتين لا تستطيعان الاتفاق على من يحق له التصويت. ولا توجد علامات على إحراز تقدم في المحادثات غير المباشرة التي جرت في أديس أبابا بين السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) المتمردة التي تقاتل جيش السودان في منطقتين متاخمتين لجنوب السودان. وتتهم الخرطومجوبا بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال. ويتهم جنوب السودان جاره السودان بدعم ميليشيات في الجمهورية الجديدة.