- اتسع نطاق الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية صباح اليوم الجمعة بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، حيث استخدم مسلحون أسلحة رشاشة وصاروخية في قتال أوقع ثلاثة قتلى واثني عشر جريحا بينهم صحفيان، في حين أكد السفير البريطاني في لبنان توم فليتشر رفض بلاده "تصدير النظام السوري بعضا من أزمته إلى دول الجوار". وكانت الإشتباكات بدأت الثلاثاء الماضي بين حي جبل محسن العلوي وحي باب التبانة السني، ثم ساد هدوء حذر أمس عندما نشر الجيش قواته ودباباته قبل أن يتجدد إطلاق النار فجر اليوم ويسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم الشيخ السني خالد البرادعي (28 عاما) إضافة إلى جرح اثني عشر آخرين، طبقا للوكالة الوطنية الرسمية. وفي رواية أخرى، أفادت مصادر طبية بأن عدد جرحى اشتباكات اليوم قد وصل إلى عشرين، بينهم الصحفية الكندية ماريا مور واللبناني حسين نحلة اللذان تم إسعافهما بالمستشفى. وبهذا يرتفع عدد ضحايا الاشتباكات منذ الثلاثاء الماضي إلى 17 قتيلا وأكثر من مائة جريح، وسط مخاوف من انتقال الأزمة السورية إلى لبنان حيث يؤيد معظم أهالي باب التبانة الثورة السورية، بينما يقف حي جبل محسن إلى جانب نظام الأسد. وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد انتقل مساء أمس إلى مسقط رأسه مدينة طرابلس ليرأس اجتماعا أمنيا ضم وزراء الدفاع فايز غصن، والداخلية مروان شربل، والمالية محمد الصفدي، والدولة أحمد كرامي، والاقتصاد نقولا نحاس، إضافة إلى نواب مدينة طرابلس، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، والمسؤولين الأمنيين في المدينة. وقال مصدر رسمي إن المجتمعين بحثوا "كيفية إيجاد حل جذري لهذه المعضلة (الاشتباكات) التي أصبحت تشكل تهديدا للسلم الأهلي في طرابلس وكل لبنان"، كما ثمنوا دور الجيش والقيادات الأمنية، وطلبوا منها العمل على فرض الأمن بكل الوسائل وتوقيف مطلقي النار. وفي السياق نفسه، أعلن السفير البريطاني في لبنان رفض بلاده ما وصفه بتصدير النظام السوري بعضا من أزمته إلى دول الجوار، وقال بعد اجتماعه اليوم برئيس الحكومة اللبنانية إنه أعرب لميقاتي عن قلقه وقلق المجتمع الدولي الكبير بشأن وجود دلالات على تدخل خارجي في لبنان وخاصة بالنسبة للوضع في طرابلس. وأكد فليتشر أن بلاده تدعم الجيش اللبناني في القيام بمهمته بطرابلس، مشيرا إلى أن السلطات في لندن تدرس الآن إمكانية مساعدة هذا الجيش بالتدريب وغيره من أشكال المساعدة.