أعلن النظام السوري أنه بدأ أول من أمس في تنفيذ مناورات عسكرية تستمر عدة أيام تشارك فيها القوات البرية والبحرية والجوية بهدف اختبار الجهوزية القتالية للجيش السوري وللوقوف على مدى قدرته على تنفيذ جميع المهام التي يكلف بها في ظروف مشابهة لظروف الأعمال القتالية المحتملة برا وبحرا وجوا. وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس إنه «استنادا لخطة التدريب القتالي الصادرة عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة للعام الجاري، بدأت القوات السورية البحرية بتنفيذ مشروع عملياتي بالذخيرة الحية شاركت فيه الصواريخ البحرية والساحلية والحوامات البحرية والزوارق الصاروخية في مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجوم بحري معاد مفاجئ». وأضافت: «وقد تمكنت قواتنا البحرية المشاركة في المشروع من صد الهجوم بنجاح وإصابة الأهداف المفترضة بدقة عالية». وأفادت «سانا» بأن العماد داود عبد الله راجحة نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، الذي حضر المناورة البحرية، أثنى على «التحضير الجيد للمشروع والأداء المميز الذي أظهر المستوى العالي للتدريب القتالي في قواتنا البحرية وقدرتها على الدفاع عن شواطئنا في مواجهة أي عدوان قد يفكر به أعداء الوطن والأمة». وعرض التلفزيون السوري صورا حية لعدد من الحوامات البحرية والزوارق الصاروخية وهي تطلق عددا من الصواريخ باتجاه البحر. بالمقابل، قلل الجيش السوري الحر من أهمية هذه المناورات، وأشار إلى ضعف إمكاناتها، واصفا إياها ب«الحركات الوهمية العسكرية، التي يهدف النظام من خلالها إلى إيهام المجتمع الدولي بأنه قادر على شن عمليات عسكرية، وللقول إن أي مغامرة عسكرية خارجية سيكون لها عواقب وخيمة». ولفت العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش الحر، إلى أن «المناورات الجوية التي ينفذها النظام، لا تتعدى جولات تدريبية لبعض الحوامات، لأنه بات يتخوف كثيرا من إرسال الطيران الحربي فيذهب الطيار في الجولة ولا يعود فينشق كما حصل مؤخرا»، وقال ل«الشرق الأوسط»: «هو لم يعد يرسل أي طيار في جولات تدريبية إلا إذا كان واثقا به 100 في المائة». أما في ما خص المناورات البحرية، فاعتبر الحمود أنه لا أهمية لها على الإطلاق، متسائلا: «ما نفع إطلاق صاروخ أو صاروخين من المياه السورية؟!»، وأضاف: «أما في ما يتعلق بحديث النظام عن مناورات برية، فهو أمر مستبعد كليا، لأن كل وحداته منتشرة على الأراضي السورية من الشمال إلى الجنوب، وبالتالي هو لم يعد يمتلك احتياطا يقوم بهذا النوع من التدريبات». ووصف الحمود وضع القوات البرية بسوريا ب«الأصعب منذ عشرات السنوات»، مشيرا إلى أن النظام السوري بات «يتفادى نشر قواته منفردة خوفا من استهدافها، وهو بات يجمعها مع بعضها في مكان واحد أو في أمكنة متقاربة جدا». وكانت وكالة «فارس» للأنباء، شبه الرسمية المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أعلنت الشهر الماضي عن قيام كل من إيرانوروسيا والصين وسوريا بمناورة عسكرية مشتركة قوامها 90 ألف جندي «قريبا»، ووصفتها بأنها «الأكبر في منطقة الشرق الأوسط». ونفت بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، في وقت لاحق، وجود أي «خطط لمناورات عسكرية ستجري في سوريا بمشاركة روسيا والصين وإيران»، وقالت إنه «لن يكون هناك شيء من هذا القبيل»، مؤكدة أن «هذه المعلومات لا تمت للواقع بصلة وأبعد ما تكون عن الحقيقة». وقالت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، إن وزارة الدفاع الروسية اعتبرت تقارير عن مناورة عسكرية روسية وإيرانية وصينية في سوريا «كذبة». ونسبت الوكالة الإيرانيةالخبر إلى مصادرها، مشيرة إلى أن «مصدرا رسميا سوريا، رفض الكشف عن هويته، سبق أن أعلن قبل أسبوعين أن الأراضي السورية ستشهد مناورة عسكرية مشتركة، بحضور قوات إيرانية وروسية وصينية إلى جانب القوات السورية قريبا».. لكن المصادر السورية لم تشر إلى مشاركة أي قوات أجنبية في المناورات الحالية.