- مالك عبد الرحمن بدأ الفريق الطبي في مستشفى "جريت أورموند ستريت" اختبار أسلوب علاجي جديد باستخدام الخلايا الجذعية لعلاج حالة جلدية نادرة وصعبة. حيث يتم إجراء التجارب السريرية بإشراف كينج كوليدج في لندن بالتعاون مع مستشفى "جريت أورموند ستريت" على 10 أطفال يعانون من مرض انحلال الجلد العميق المتنحي (RDEB). ويعرف مرض RDEB بأنه مرض وراثي ينتج عنه ظهور بثور وجروح على الجلد، تكون في العادة بطيئة الشفاء أو قد تبقى مفتوحة. ومن المعروف أن الجروح المفتوحة والضمادات تسبب ألماً كبيراً، حتى أن عملية مضغ الطعام وابتلاعهقد تصبح شديدة الإيلام أيضاً عندما يصاب الأطفال بالبثور في الفم والحلق. وسيتم اختبار مدى سلامة وفعالية العلاج خلال المرحلة I/IIEBSTEM، التي يتم تمويلها من قبل صندوق سوهانا للأبحاث. وسيتم تزويد المشاركين خلال الأشهر الستة الأولى من التجارب بثلاث دفعات من الخلايا النسيجية المتوسطة (الخلايا الجذعية) المأخوذة من نخاع العظام من المانحين، وبعد ذلك يتم مراقبة الأطفال لمدة عامين. وقد تبين أن الخلايا الجذعية المتوسطة (MSC) تتلاءم مع الأنسجة المصابةوتساهم في التئام الجروح. ويأمل فريق التجارب الطبية أن تساعد الخلايا الجذعية المتوسطة (MSC) في إنتاج مجموعة متنوعة من محفزات النمو والسيتوكينات التي تساهم في تنظيم الجهاز المناعي - لتحفيز التئام الجروح وتقليل الالتهابات في الجلد. وتسعى التجارب الطبية للتأكد من أن الخلايا الجذعية المتوسطة (MSC) آمنة للاستخدام لعلاج الأطفال الذين يعانون من انحلال الجلد العميق المتنحي RDEB، كما ستعمل أيضاً على تقييم دورها في المساعدة على تقليل شدة المرض وتحسين نوعية الحياة. ولا يوجد علاج أو دواء معروف لمرض RDEB في الوقت الحاضر، حيث ستحتاج جروح الأطفال المصابينوعيونهم وأسنانهم إلى رعاية يومية، فيما يخضع بعض الأطفال لعملية جراحية في اليد أو توسيع للحلق، وقد يصل الأمر إلى حاجتهم لوضع أنبوب التغذية لضمان حصولهم على التغذية الكافية جنباً إلى جنب مع مكملات الحديد والطاقة. وقد تؤدي هشاشة البشرة لديهم إلى حصول ندبات، خاصة في اليدين والقدمين، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد. وحول هذا الموضوع، قال البروفيسور جون ماكغراث من معهد سانت جون للأمراض الجلدية في كينج كوليدج في لندن ومؤسسة "غاي وسانت توماس ان اتش اس": "تُعتبر هذه التجارب الطبية خطوة مهمة للمضي قدماً في محاولة تطوير علاج جديد للأشخاص الذين يعانون من مرض انحلال الجلد العميق المتنحيRDEB. ومع أن هذه الخلايا لا تشفي المصابين بمرضRDEB، إلا أننا نأمل أن تساعد في تحسين التئام الجروح بشكل كبير،وأن تنخفض وطأة المعاناة والآلام كثيراً. وسوف تكون هذه التجارب الأولى من بين العديد من الدراسات على الخلايا والجينات وعلاجات البروتينات لمرض RDEB، وسنستمر في البحث عن مزيد من العلاجات الدائمة لهذا المرض الوراثي المدمر". من جانبها، قالت الدكتور آنا مارتينيز، من قسم الأمراض الجلدية في في مستشفى "جريت أورموند ستريت": "نحن سعداء للغاية بإجراء هذه التجارب الطبية هنا في مستشفى جريت أورموند ستريت. وقد استغرق البدء بالأمرأشهراً عديدة، وكان الدعم الذي تلقيناه من الأسر والمرضى لا يصدق، ونود أن نعبر عن امتناننا لكل واحد منهم". يذكر أن مستشفى "جريت أورموند ستريت" مجهز بشكل ممتاز لرعاية المرضى الذين يحتاجون إلى الفحوصاتوالعلاجات المعقدة، وذلك باستخدام التقنيات والعلاجات التشخيصية الأكثر تطوراً. حيث تساهم المعدات المتطورة المتوفرة في المستشفى في القيام بتشخيص أسرع وأكثر دقة، ما يعني بدء العلاج في وقت أبكر، وبالتالي تكون فترة الشفاء أسرع وأقل ضغطاًعلى المرضى وأسرهم. وقد تم تصميم وحدات رعاية المرضى والمرافق التشغيليةومختبرات التصوير بشكل يتناسب كلياً مع مبادئ السلامة وأخذ احتياجات الأطفال ومتطلباتهم الخاصة في الاعتبار. ويقدم قسم الأمراض الجلدية في مستشفى "جريت أورموند ستريت" مجموعة واسعة من الخدمات للأطفال المرضى الذين يعانون من اضطرابات الجلد. ويتمثل هدفنا في توفير بيئة طبية متميزةمن أجل تشخيص ورعاية الأطفال الذين يعانون من الأمراض الجلدية، ودعم الأبحاث الطبية لاكتشاف أسبابها وعلاجاتها. ويرعى قسم الأمراض الجلدية حوالي 4،300 طفل كل عام كمرضى خارجيين. وفي العام الماضي، قدم "جريت أورموند ستريت" الرعاية لحوالي 600 طفل كمرضى داخليين و 880 مريضاً للعيادات الخارجية. ويعمل القسم أيضاً بشكل وثيق مع أطباء الأمراض الجلدية والتناسلية من مستشفيات أخرى من داخل المملكة المتحدة وخارجها مما يساعد على توسيع دائرة المعرفة بحالات الأمراض الجلدية النادرة أو غير العادية للأطفال. - انتهى -