- ندى الطويل أعلنت وزارة الصحة اطلاق المدونة السعودية لعلاج آلام اعتلال الأعصاب وذلك في مؤتمر صحفي عقد بالرياض على هامش اجتماع علمي حضره نخبة من الأطباء وخبراء الصحة للتعريف بمحتوى المدونة ومناقشة تفاصيلها من الناحية العلمية، وتعليقاً على ذلك أوضح مدير عام الإدارة العامة للأمراض غير المعدية بوازرة الصحة الدكتور محمد صعيدي، أن إطلاق هذه المدونة يأتي تتويجاً لجهود علمية مكثفة قادتها وزارة الصحة وأستمرت لأكثر من عامين ونصف بدأت في أعقاب انعقاد أول ندوة في آلام الإعتلال العصبي الناتج عن مرض السكري في الخليج والمنطقة العربية بمدينة الرياض، والتي أوصت آنذك بضرورة العمل على استنباط المدونة السعودية لعلاج آلام الأعصاب تستقي مراجعها ومرجعيتها من المدونات الطبية الدولية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية والمعمول بها في أمريكا وأوروبا وبعض دول الشرق الأوسط. وأشاد الدكتور صعيدي بالشراكة العلمية المستمرة والتدريب مع شركة فايزر للأدوية لعلاج آلام اعتلال الأعصاب بما يعود بالنفع على صحة المواطن السعودي، مضيفاً أنه تم تشكيل لجنة متخصصة تضم عدد من كبار الأطباء على مستوى عال من الخبرة العلمية والعملية من كافة مناطق المملكة مع الإستعانة بخبير عالمي متخصص في آلام اعتلال الأعصاب الناتج عن السكري، حيث قامت اللجنة بدراسة ومراجعة المدونات العالمية المختلفة وإعداد المسودة الأولى للمدونة السعودية ثم رفعها إلى مقام الوزارة والتي قامت بدورها بدعوة 16 استشاري لماقشتة مسودة المدونة وتم أخذ ملاحظاتهم بعين الإعتبار ثم توسيع دائرة الأخذ بالأراء بعرضها على عدد أكبر من الأخصائيين بالمملكة ثم تم إعتمادها من قبل مقام وزارة الصحة. وتعد المدونة السعودية لعلاج آلام اعتلال الأعصاب مرجعاً علمياً موثقاً يحدد كيفية التعامل بكفاءة وفعالية مع حالات آلام اعتلال الأعصاب لاسيما الناتج عن مرض السكري من خلال التشخيص الصحيح للمرض وبالتالي أيضاً وصف العلاج المناسب للمريض. وتشير الدراسات الطبية أن نحو 60٪ من مرضى السكري في المملكة العربية السعودية يعانون من ألم اعتلال الأعصاب وهي نسبه مرتفعة نوعاً ما بالمقارنة مع الدول الغربية لاسيما مع وصول معدلات الإصابة بمرض السكري إلى 24٪ من عدد سكان المملكة. كما بينت الدراسات أن معدل انتشار آلام الأعصاب لدى من يعانون من آلام الظهر المزمنة في الشرق الأوسط تصل إلى 55٪ مقارنة مع الدول الغربية التي تتراوح فيها النسبة ما بين 25-37٪. وحذرت الدراسات من الأعباء المالية التي يمكن أن تنجم عن التأخر في تشخيص وعلاج هذا المرض، حيث قد تصل مجموع تكاليف الرعاية الصحية لعلاج مرضى السكري الذين يعانون من آلام اعتلال الأعصاب إلى ثلاثة أضعاف تكاليف علاج مرضى السكري الذين لا يعانون من هذه الآلام. ومن جهته أشار رئيس الجمعية السعودية لطب الآلام الأستاذ الدكتور عبد الله الكعكي إلى أن أهم المشاكل التي يعاني منها المرضى حاليا هي التشخيص الخاطئ لطبيعة الألم والتي غالباً ما تفسر بآلام جسدية عادية وهذا يتسبب في التشخيص الخاطئ للحالة أو عدم تشخيصها أصلا نتيجة التوجه لغير المتخصصين. لذلك تكون النتائج غير مرضية للمريض في كثير من الأحيان، وأضاف الدكتور الكعكي أن طبيعة هذه الآلام تختلف اختلافاً كلياً عن أي آلام أخرى نظراً لكونها ناشئة عن اختلال وتلف في وظائف الأعصاب وبالتالي لا تفيد معها مسكنات الآلام العادية ولا أدوية الروماتيزم، بل يجب وصف الأدوية المتخصصة من قبل الأخصائي المشرف على علاج المريض. فيما أكد الدكتور مراد المراد، استشاري السكري والغدد الصماء ومستشار برنامج الوقاية من مرض السكري التابع لوزارة الصحة أن أهم أعراض آلام اعتلال الأعصاب تتمثل في الأحساسبتنميل اليدين والقدمين والشعور بألم كالصعق الكهربائي ووخز الإبر والحرقان مع ملاحظة آن هذه الآلام تزداد عند ملامسة الجلد للملابس أو غطاء النوم، كما ركز على الأعباء المالية يتكبدها المجتمع ونظام الرعاية الصحية ككل، بالإضافة إلى أهمية دقة التشخيص ووصف العلاج المناسب للمريض. أما الدكتور محمد الحامد، مدير عام برنامج الوقاية من السكري بوزارة الصحة فقد شدد على ضرورة نشر الوعي الصحي لدى المرضى والعامة حول طبيعة وأسباب آلام اعتلال الأعصاب الناتجة عن مرض السكري، مؤكداً على ضرورة تفعيل هذه المدونة في عيادات الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات الحكومية في جميع انحاء المملكة من أجل الوصول إلى التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.