وليد ابو مرشد أدى انسحاب وفدي دولتين خليجيتين من مهرجان الخليج المسرحي للجامعات في الرياض إلى جدل في الأوساط الثقافية السعودية حول المرأة والموسيقى وسوء التنظيم، مع آخر يوم تختتم فيه فعاليات المهرجان الذي انطلق قبل أربعة أيام. وسجّل وفد جامعة قطرية أول انسحاب من المهرجان معترضاً على سوء التنظيم، تلا ذلك انسحاب الوفد العُماني من جامعة السلطان قابوس بسبب منع مخرجة المسرحية رحيمة الجابري من المشاركة في الإشراف على العرض. ودار جدل بين الوفود المشاركة من جامعات مختلفة من دول الخليج وبين اللجنة المنظمة بسبب الموسيقى المستخدمة في العروض المسرحية، بعد أن حاولت الأخيرة منع الوفود المشاركة من استخدام الموسيقى في عروضها. ونشر الدكتور حزاب الريس، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود رئيس لجنة التحكيم في المهرجان، تصريحاً له على حسابه في "فيسبوك" قال فيه: "جامعة الملك سعود "متخلفة" عن المجتمع وتعاني من إشكاليات في التعامل مع العنصر النسائي". وقال عضو اللجنة الفنية للمهرجان سالم باحنيش إن أعضاء اللجنة الفنية أصيبوا بخيبة أمل بسبب افتقاد المهرجان للكادر الفني المطلوب، إلى جانب أن التجهيزات الفنية لم تكن متاحة بشكل كامل، وأضاف: "فوجئنا بتذمر الوفود من أسلوب وآلية الاستضافة، حيث تم إسكانهم في سكن الطلاب". ومن ناحيته قال يزيد عبدالرحمن الخليفي، رئيس مجموعة كالوس للمسرح والفنون، إن جامعة الملك سعود الجهة المنظمة للمهرجان أرادت تمرير ضوابطها على الجهات الخليجية المشاركة في المهرجان، في الوقت الذي تعتبر به الفرق المسرحية الخليجية هذه الضوابط عبارة عن "قيود". وقال: "نحترم الأنظمة بشأن عدم خروج ممثلة سعودية على خشبة المسرح، ولكن لماذا تمنع المرأة من الإشراف على مسرحية قامت بإخراجها!". واتهم الخليفي إدراة التنظيم في المهرجان بأنها حاولت الضغط على الفرق الخليجية المشاركة بالتخلي عن الموسيقى رغم اتفاقها مع الفرق بالسماح بالموسيقى في وقت سابق. ورداً على ذلك قال ل"العربية.نت" أيمن شيبة الحمد، مدير المهرجان والمسؤول عن أنشطة المسرح في جامعة الملك سعود، إن "الموسيقى" حرام حسب فتوى هيئة كبار العلماء والمفتي العام في السعودية. وأضاف "هذا المسرح له ثقافته الخاصة، والحمدالله نحن في السعودية ليس لدينا اختلاط ولا موسيقى". وأشار شيبة الحمد إلى أن الهدف من المهرجان الخليجي المسرحي التجميع وليس التفريق، لافتاً إلى أن هناك نصاً في لائحة المهرجان المسرحي ينص على أنه "تراعى خصوصية البلد المضيف"، وأكد وجوب التزام الوفود المشاركة باحترام الذوق العام وخصوصية البلد. وتعليقاً على انسحاب الوفد العماني من جامعة السلطان قابوس بسبب عدم مشاركة مخرجته المسرحية في الإشراف على العمل قال شيبة الحمد: "لم تكن المسألة مسألة إشراف كانت هناك عناصر نسائية في العمل وهذا مسرح طلابي كله شباب حتى الطالبات غير مسموح لهن بالحضور، هل من المقبول أن تُمثل النساء أمام هؤلاء الشباب". الكاتب المسرحي وأستاذ المسرح سابقاً بجامعة الملك سعود محمد العثيم قال إن الفنون كلها كانت حاضرة في جامعة الملك سعود قبل 25 عاماً إلى جانب أن الجامعة يعود لها الفضل في نشر المسرح الحديث قبل "سيطرة تيار ديني" عليها. وأضاف العثيم: "كان مسموح بالمسرح بكافة أدواته من موسيقى وغيرها"، مؤكداً وجود وسيطرة مسؤولين حاولوا تحويل المسرح إلى خشبة للدعوة والوعظ.