أعلن الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود أمس، اعتماد اسم ''العرب'' للقناة الإخبارية الجديدة، التي من المقرر أن تبدأ البث العام المقبل، لتكون قناة إخبارية على مدار 24 ساعة تبث باللغة العربية للمشاهدين لجميع أنحاء العالم، وستكون تحت إدارة ورئاسة تحرير جمال أحمد خاشقجي. ويأتي إطلاق ''العرب'' الإخبارية مع حدوث تحولات مهمة في العالم العربي، تقدمت فيها مطالب الشعوب بالحرية والتنمية، في الوقت الذي أكد فيه القائمون على القناة أن ''العرب'' ''ستعمل على تلبية توقعات المشاهد العربي حيال هذه التحولات التي اختصرت في اسم الربيع العربي، بتقديم تغطية إخبارية مختلفة من كل العالم العربي، ومن خلال شبكات مراسلين محلية وخبراء يستشعرون ويعبرون عن تطلعات الأمة العربية، مع الحرص على نقل أخبار العالم كله من الزاوية التي تؤثر وتهم المشاهد العربي''. وأوضح بيان صحافي صادر من مكتب الأمير الوليد بن طلال: ''إنه نظراً لأهمية المملكة سياسيا واقتصاديا في المنطقة فستولي القناة اهتماما بالتطور والإصلاح والتنمية حيث تستلزم تغطية تتمتع بأجواء من الحرية الإعلامية، والتحري، والجرأة مع الالتزام بالمصداقية والاعتدال''. كما أعلن الأمير الوليد عن توقيع قناة ''العرب'' اتفاقية تعاون مع شركة بلومبيرج Bloomberg التي ستبث تغطيتها المميزة لأخبار السوق واقتصاديات المنطقة باللغة العربية بالتعاون مع قناة العرب خلال النهار وذلك لمدة خمس ساعات على الأقل كل يوم. وستبث تقارير أعمال بلومبيرج خلال تغطية قناة ''العرب'' اليومية من التقارير الواردة لأسواق الشرق الأوسط، إضافة إلى جولة أسبوعية تتضمن موجزا للأخبار المالية العالمية. وسيتم أيضا بث لقاءات بشكل منتظم تشمل قادة رجال الأعمال العرب من المملكة ومنطقة الخليج والمتحدثين باللغة العربية من بقية دول العالم. وسيقوم فريق من قناة بلومبيرج المتخصصون في وسائل الإعلام والمنتجين على إنتاج وتحرير برامج قناة العرب الاقتصادية، وذلك بالاعتماد على شبكة البيانات المالية والاقتصادية الواسعة لشبكة بلومبيرج إضافة إلى التقارير الواردة من 2300 صحافي عبر 146 مكتبا موزعة على 72 بلدا حول العالم. وأشار البيان إلى أن موقع المقر الرئيس ومركز بث قناة العرب لم يتم الإعلان عنه بعد، وأنه يتم الآن النظر إلى عدة خيارات تشمل كلا من المنامة، الدوحة، دبي، أبو ظبي، وبيروت. وستعتمد قناة العرب - بحسب المسؤولين - على كفاءات إعلامية عربية مع تشجيع المواهب الشابةالجديدة، لتمثل إضافة وبديلا للمشاهد العربي، معتمدة على محتوى متميز، وذي مصداقية ما سيجعلها من أبرز القنوات الإخبارية في المنطقة في ظل وسط إعلامي تنافسي تمثله قنوات إخبارية مختلفة. وعلّق الأمير الوليد بقوله: ''إن العالم العربي الجديد مهتم بقطاع الأعمال والاقتصاد والوظائف وتحقيق سبل الرخاء والنمو وبلومبيرج Bloomberg شبكة إخبارية اقتصادية ذات مصداقية وخبرة واسعة، لذلك تحالفنا لتقديم منصة اقتصادية قوية وشاملة لإعطاء تغطية اقتصادية دقيقة للأسواق في المملكة والخليج والعالم العربي من خلال قناة العرب''. علما أن قناة ''العرب'' مستقلة تماما عن شركة المملكة القابضة ومجموعة روتانا، ويملكها بالكامل الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود. وأكد الأمير الوليد خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقر شركة المملكة القابضة أمس أن قناة ''العرب'' قناة إخبارية وسياسية شاملة، وستكون فيها مساحة اقتصادية، تغطي أخبار المال والأعمال بالتعاون مع ''بلومبيرج''. وأشار إلى أنه لن يكون هناك تحيز في الأخبار الاقتصادية للمملكة، مستدركا: ''بحكم الثقل لاقتصادي الكبير الذي تحظى به المملكة، والذي لا يستهان به فستكون لها مساحة أكبر''. وأضاف: ''قناة العرب قناة مستقلة وهي قناة سياسية إخبارية عربية، وتحالفنا مع بلومبيرج سيكون بهدف المادة الاقتصادية التي سنعرضها، وسنستفيد من مكاتبها المنتشرة في كثير من دول العالم، وخبراتها العالمية في وضع المعلومة، وبالتالي بلومبيرج ليسوا شركاء في الشركة وإنما مساعدون، وسيمدوننا بالأخبار والمعلومة الخاصة بالمال والأعمال''. وقال الوليد: ''القنوات الموجودة في الساحة حاليا هي قنوات مملوكة ومدعومة من الدول وهذه نقطة قوة لكنها أيضا نقطة ضعف، بالنظر إلى أنها ستكون منحازة لتوجهات الدول، لكننا في قناة العرب مستقلون ولن تكون لنا تبعية لأي دولة كانت، وسنطرح الخبر بصدق وموضوعية، وبالتالي عدم وجود تمويل من الدول يميزنا عن غيرنا. وأشير إلى أن القناة ممولة بالكامل مني شخصيا''. وتابع في رده على تساؤل يتعلق باعتماد القناة على المعلنين من الشركات: ''رصدت ميزانية للقناة للسنوات العشر المقبلة، وفي حال وجد الإعلان فهذا سيخفف من دعمنا للقناة، وقريبا جدا سنحصل على إعلانات كبيرة جدا بعد التأييد الذي لقيناه من المعلنين. وأشير هنا إلى أن لنا باعا طويلا في الإعلان من خلال قنوات روتانا''. وفي سؤال عما يميز قناة العرب قال الوليد: ''أعتقد أن العالم العربي بحاجة إلى قناة لها حرية الرأي والرأي الآخر بطريقة سليمة تلبي طلبات الشعوب وتطلعاتها. وأوكد هنا أننا لن نكون مثل قناتي (الحرة) وال (بي بي سي) عربية، ولن نكون أيضا بلومبيرج العربية، لأن لنا خطا آخر، وسنكون قناة (العرب) التي تنافس فقط (الجزيرة) و(العربية)''. وفي سؤال ل ''الاقتصادية'' حول مقر البث الرئيس للقناة، أوضح الأمير الوليد أنه لم يتم تحديد المقر الرئيس للبث حتى الآن، مبيناً أنه خلال شهر أو شهرين سيتم الإعلان عن موقع البث الأساسي للقناة. وأضاف: ''أود أن أشير إلى أننا وجدنا كل الترحيب من جميع الدول التي طرحنا عليها فكرة وجود مكتب لنا فيها، وقد عمدنا جمال خاشقجي مدير عام القناة بالتفاوض مع جميع الدول التي نرغب في الوجود فيها، وكلنا آذان صاغية لأي عرض يتضمن استقطاب قناة العرب''. وعند سؤاله عن تأثير ''الربيع العربي'' في الخريطة الإعلامية قال الأمير الوليد: ''العالم العربي بحاجة إلى بديل إعلامي، والمتغيرات التي حدثت فيه لا يستهان بها وهي ما زالت مستمرة، وسنعمل جاهدين على أن تكون قناة العرب للعرب، والقرار سيكون للمشاهد العربي''. وتابع: ''توجهنا سيكون عروبيا وإسلاميا، ونحن لا نأخذ أوامر من وزارة الإعلام السعودية، بالنظر إلى أننا قناة حرة ومستقلة، وهي لكل العرب وحتى العاملين فيها سيكونون من الدول العربية''. وزاد: ''عهد الملك عبد الله أطلق العنان لسقف الحريات الإعلامية، وحرية الرأي والرأي الآخر، لكن نحن من المستحيل أن نخترق هذا السقف، لكن سنقدم الحوار البناء والمعلومة الصادقة، ونأمل نجاح القناة، كما أن وجود جمال خاشقجي في القناة سيعطي دعما أكبر للقناة''. من جانبه، قال جمال خاشقجي مدير ورئيس تحرير قناة العرب: ''القناة لابد أن تكون مميزة، وأعدكم أن تكون مميزة، كما أنها ستكون تفاعلية وسنعمل جاهدين للبحث عن الأشياء التي يريدها الجمهور، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه المعلومة المقدمة ماتعة ومفيدة''. وأضاف: ''في الشق الاقتصادي من القناة يجب أن نقدم النصيحة الاقتصادية الصادقة، وحتى المعلومات الإخبارية السياسية الأخرى يجب أن نقدمها بمصداقية''. وقد حضر المؤتمر الصحافي كل من الدكتور وليد عرب هاشم نائب رئيس مجلس إدارة روتانا، سالم الهندي رئيس روتانا للصوتيات، تركي الشبانة مدير قنوات روتانا التلفزيونية، يحيى المصري الرئيس التنفيذي للعمليات لقناة العرب الإخبارية، هبة فطاني المديرة التنفيذية الأولى لإدارة العلاقات والإعلام، انتصار اليماني المديرة التنفيذية لإدارة العلاقات والإعلام، حنان العسيري المديرة التنفيذية لمكتب رئيس مجلس إدارة روتانا، فهد العوفي المساعد التنفيذي لرئيس مجلس الإدارة. ومن جانب بلومبيرج حضر كل من أندرو لاك الرئيس التنفيذي لمجموعة بلومبيرج الإعلامية، ولينزي أوليفر المديرة التنفيذية التجارية في بلومبيرج، وكاترن توماس رئيسة الاتصالات في بلومبيرج لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. يذكر أن بلومبيرج شركة رائدة في تقديم شبكة إخبارية ومعلوماتية مالية عالمية، وتعطي صانعي القرارات معلومات شاملة وتربطهم بشبكة حيوية من الناس والمعلومات لاتخاذ القرارات. وتتمثل قوة شركة بلومبيرج في تقديم البيانات والأخبار والتحليلات من خلال تكنولوجيا مبتكرة، وبسرعة وبدقة فائقة. وفي الوقت الحالي توفر بلومبيرج المعلومات المالية الفورية إلى أكثر من 300 ألف مشترك حول العالم. وتقدم بلومبيرج حلولا للشركات وذلك بناء على الحلول المتاحة، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا ودمج وتوزيع وإدارة البيانات والمعلومات بين المنظمات بشكل أكثر كفاءة وفعالية. إضافة إلى المعلومات المالية، توفر شركة بلومبيرج لصناع القرار أخبارا، معلومات، بيانات وتحليلات من خلال خدمات بلومبيرج القانونية Bloomberg Law، وبلومبيرج الحكومية Bloomberg Government، وبلومبيرج لتمويل الطاقة الجديدةBloomberg New Energy Finance من خلال قناة بلومبرج الإخبارية، وقناة الإذاعة والهاتف المحمول والإنترنت، إضافة إلى مجلات بلومبيرج بيزنس ويكBloomberg Businessweek ومجلة أسواق بلومبيرج Bloomberg Markets.