أكد علماء من إيرلندا أنهم اكتشفوا نوعا من البكتيريا الحميدة في الأمعاء تسهم في تثبيط مشاعر الخوف وتعالج الاكتئاب. وحسب الدراسة التي نشرت أمس في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم، فإن أحد أنواع بكتيريا بروبيوتك الموجودة في أمعاء الفئران تحدث تغيرا في كيمياء الدماغ، مما يؤدي إلى خفض نسبة الهرمونات التي تسبب الضغط العصبي للإنسان في دم الإنسان. ويرى العلماء أن دراستهم ستكون بمنزلة انطلاقة جديدة نحو تطوير علاج للأمراض الناتجة عن الاكتئاب والخوف. وقدم الباحثون تحت إشراف جافير برافو من جامعة كولج كورك الإيرلندية حساء عاديا للفئران، وأعطوا فئرانا أخرى بكتيريا لاكتوباسيلوس رامنوسوس، وهي أحد أنواع بكتيريا بروبيوتك التي تستوطن الأمعاء ولها تأثير إيجابي في صحة الإنسان حسب اعتقاد العلماء. ثم أخضع الباحثون هذه الفئران لعدد من اختبارات الضغط العصبي فتبين أن الفئران التي أكلت الحساء الذي فيه البكتيريا المذكورة كانت أقل خوفا، وظهر ذلك من خلال ظهورها كثيرا في الأماكن المفتوحة في المتاهة التي وضعها العلماء. كما تأكد للباحثين انخفاض نسبة هرمون كورتيكوستيرون المسبب للإجهاد العصبي لدى الفئران. كما تبين للباحثين تغير التركيبة الكيميائية لمادة "جابا" في بعض مناطق المخ، حيث ارتفعت نسبة هذه المادة في الأماكن المسؤولة عن حدوث اكتئاب للحيوانات عندما تنخفض فيها نسبة هذه المادة - حسبما تبين للعلماء من دراسات سابقة. وقال الباحثون إن دراستهم أثبتت أنه من الممكن أن تغير بكتيريا بروبيوتك التركيبة الكيميائية للمخ.