كشف استطلاع بريطاني للرأي، نفذه «متحف العلوم» في بريطانيا، عن أن الرجال يكذبون أكثر من النساء، وأشار الاستطلاع إلى أن الرجل البريطاني يكذب ثلاث مرات في اليوم، بينما تكذب المرأة البريطانية مرتين يومياً. الغريب في الأمر أيضاً ان 82 في المائة من النساء البريطانيات يشعرن بالذنب وتأنيب الضمير بعد قيامهن بالكذب، في حين أن 70 في المائة من الرجال يشعرون بذلك، مما يعني أن 30 في المائة من الرجال ليسوا كذابين فقط، وإنما «بلا إحساس» تجاه ممارستهم الكذب، وخصوصاً على شريكات حياتهم. أما أكثر كذبة يسردها الرجل البريطاني فهي «لم أتناول الكثير من المشروبات الروحية»، وتليها «لا يوجد شيء.. أنا بخير» و»أنا في طريقي إلى البيت (أو العمل)» وكذلك «لقد فقدت الكثير من وزنك». أما بالنسبة لكذب المرأة، فجاءت كذبة «لا يوجد شيء.. إنني بخير» و»لا أعرف أين هي.. فأنا لم ألمسها» و»لم تكن غالية جداً» ضمن الكذبات العشر الأوائل، بحسب ما ذكرته مجلة «التايم». ومن الطبيعي أن يكون المتقدمون للاستفتاء صادقين، وأي شخص يقول لك غير ذلك فهو كذب صريح. على أن هذا ليس بالضرورة حكراً على الشعب البريطاني، إذ يبدو أن الأمر منتشر بين معظم شعوب الأرض، رغم أن الكثير من الناس يرى أن الكذب آفة اجتماعية يجب تجنبها. وكان العالم النفسي الأميركي، روبرت فيلدمان، قد حذر من أن الكذب بات صفة سائدة إلى درجة أن البشر باتوا يخادعون ويخاتلون دون وعي منهم، وكأن مثل هذا الأمر بات طبيعياً. ومن ضمن أسباب الكذب برأي فيلدمان، أن الكثير من الناس أصبحوا عاجزين عن التقاط أكاذيب الآخرين، وبالتالي يقعون فريسة سهلة لهم، وذلك لأنهم يحكمون على الشكل الخارجي وعلى الإيماءات التي ترتسم على وجوه البعض دون التدقيق فيها ومحاولة تفسيرها بشكل دقيق. ورأى فيلدمان أننا نعيش في زمن أصبح فيه الكذب والخداع أموراً يمكن غض الطرف عنها وتجاوزها بصورة أكبر بكثير من السابق، مشيراً إلى أن كثيراً من الناس باتوا يعتقدون أنه لا بأس في الكذب، طالما لا ينكشف الشخص الكاذب. ويدل على ذلك من خلال نتيجة أظهرها البحث تتمثل في أن قليل من الناس ممن ووجهوا بأكاذيبهم أبدوا الكثير من الأسف على الإقدام على مثل هذا التصرف.