استرضى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، النساء الغاضبات من تصريحاته بشأن (الاختلاط)، فيما نفى مصدر مسئول بمكتب النائب العام اليمني، صحة ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن قبوله شكوى ضده بشأن هذا الأمر. إلى ذلك، قال شهود عيان إن القوات اليمنية المؤيدة للرئيس علي عبد الله صالح أطلقت النار على احتجاج مناهض له الأحد في العاصمة صنعاء مما أدى إلى إصابة أربعة عشرات الأشخاص. وأضاف الشهود أن القوات فتحت النار حينما حاول المحتجون السير في شارع خارج منطقة الاحتجاج المعتادة. ونقل المصابون على عجل إلى المستشفى بسيارات إسعاف وسيارات خاصة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن النيابة العامة لا تمتلك أي صلاحيات قانونية للتحقيق في أي شكوى مقدمة ضد شاغلي وظائف السلطة التنفيذية العليا في الدولة، وهم رئيس الجمهورية ونائبه، ورئيس مجلس الوزراء ونوابه، والوزراء ونوابهم. وأشار المصدر إلى أن الشكوى التي قبلها النائب العام من بعض النساء المحتجات (متعلقة برئيس المؤسسة العامة للإذاعة التلفزيون وبعض العاملين في القنوات الفضائية، لأن هذا ما يدخل في اختصاص النيابة العامة). والتقى صالح عددا من القيادات النسائية اللاتي عبرن عن (تقديرهن للتشجيع والرعاية والدعم الذي يقدمه فخامة الرئيس للمرأة، وما حظيت به من مشاركة فاعلة في مسيرة التنمية وفي مختلف مواقع العمل والإنتاج) وفقاً للوكالة. ووجه صالح التحية للمرأة والقطاع النسائي في كل أنحاء الوطن على (مشاعرهن الطيبة ووقفتهن الجادة والصادقة والمؤمنة إلى جانب الشرعية الدستورية). وأَضاف: (المرأة هي الأم والأخت والزوجة وهي نصف المجتمع ولها كامل الحقوق، وقد حرصنا على تعزيز شراكتها في العمل السياسي وفي كل مؤسسات الدولة، بينما أولئك أعلنوا في فتاويهم حرمة الاختلاط وطالبوا رئيس الجمهورية بإيجاد جامعات ومدارس مستقلة للمرأة). وتابع : (نحن لا نشك في بناتنا أو أمهاتنا أو أخواتنا، فالمرأة هي أعز وأشرف من أن يقال عنها أي شيء، لأن عندهم كل شيء مبني على الحرام.. كيف يجيزون لأنفسهم أن يتركوا المرأة في الشارع أمام الجامعة بينما هم يدعون إلى عدم الاختلاط؟ نحن عندنا تحدثنا قلنا لماذا الاختلاط.. وذلك انطلاقا من حرصا على بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا من الغوغائيين والفوضويين). هذا وقد تواصلت الأحد، ولليوم الثاني على التوالي، مسيرات نسائية في العاصمة اليمنية، صنعاء، للتنديد بكلمة لصالح، قالت عنها اليمنيات إنه أساء فيها إليهن وتقدمن بدعوى لمقاضاته. وكانت الآلاف من المحتجات اليمنيات قد نظمن، السبت، مسيرة، إلى مكتب النائب العام للمطالبة برفع دعوى قضائية ضد صالح، بدعوى الطعن في أعراضهن على خلفية ما ورد في كلمته الجمعة، عن (الاختلاط)، وهو ما فُسر على أنه إساءة للنساء المشاركات في الاحتجاجات التي تشهدها اليمن منذ أكثر من شهر. وقال الناشطة ريوفة ناصر، المشاركة في مسيرة الأحد في صنعاء: (العديد من النساء تجنبن الاحتجاجات لكن منذ تهجم صالح اللفظي عليهن، فهن لن يذهبن إلى المنازل بل سيواصلن الاحتجاج حتى إجباره على الرحيل عن الرئاسة). والسبت، تظاهرت عشرات الآلاف من النساء اليمنيات في 10 محافظات يمنية تعز تنديدا لما أسموه ب(إساءة الرئيس صالح للمعتصمات وطعنه في أعراضهن). ورددت المتظاهرات شعارات مناوئة لخطاب صالح أبرزها (اعتراض.. اعتراض يا صالح إلا الأعراض). وكان صالح قد دعا في خطاب أمام حشد من مؤيديه في (ساحة السبعين) إلى منع (الاختلاط في الاعتصامات)، وقال (أدعوهم إلى منع الاختلاط في شارع الجامعة الذي لا يقره الشرع.. الاختلاط حرام).