يربح أغنى رجل في العالم كل دقيقة بلا توقف طوال العام الماضي، سواء كان نائماً أو مستيقظاً، ما يكفي لعيش عائلة لبنانية بكاملها طوال ثلاث سنوات، لأن ثروة المكسيكي من أصل لبناني، كارلوس سليم حلو، بلغت ثروته 74 ملياراً من الدولارات وفق ما ورد في لائحة لأغنى أثرياء العالم أصدرتها ليلة الأربعاء مجلة ''فوربس'' الأمريكية، وفيها احتل قطب العقارات والاتصالات في المكسيك وخارجها المرتبة الأولى. ويحتل كارلوس سليم حلو, وللمرة الثانية هذا العام أيضا لقب أغنى رجل في العالم, بعد أن زادت ثروته التي كانت 53 مليارا و500 مليون دولار العام الماضي أكثر من 38 في المائة، عما كانت عليه حين أنهى في 2010 احتكار الأمريكيين للمرتبة الأولى طوال 16 عاما، فأصبح ولا يزال أول عربي الأصل في التاريخ الحديث يرصّع رأسه بتاج متلألئ تربع معه على عرش الثروة الأكبر. وتعني الزيادة في ثروته، وهي 20 ملياراً و500 مليون دولار، أنه كان يربح في العام الماضي ملياراً و708 ملايين دولار خلال الشهر، أو لنقل 380 مليونا أسبوعيا، أو أكثر من 56 مليون دولار يومياً. ولمزيد من الفرز، فإن ثروته كانت تتصاعد مليونين و340 ألفاً في الساعة. وللمولعين بالأرقام، فإن الرجل البالغ عمره 71 عاما كان يربح كل دقيقة أكثر من 39 ألف دولار، أي تقريباً 650 دولاراً في كل مرة كان يتنفس فيها في الثانية الواحدة: 325 دولاراً عند الشهيق ومثلها عند الزفير. وكما في لائحة العام الماضي، فقد احتل المرتبة الثانية هذا العام الشريك المؤسس لشركة ''مايكروسوفت'' لبرامج الكمبيوتر، الأمريكي بيل جيتس، بثروة بلغت 56 ملياراً، أي بزيادة ثلاثة مليارات عما كانت ثروته العام الماضي حين احتل المرتبة الثانية أيضاً، تبعه مواطنه وارن بوفيت في الدرجة الثالثة التي احتلها أيضاً في لائحة 2010 وبثروة بلغت 50 ملياراً، أي بزيادة 3 مليارات أيضاً عن ثروته العام الماضي. وتصدّر الأمريكيون لائحة هذا العام، كما في كل عام، فبلغ عددهم 413 مليارديراً، أي تقريبا 34 في المائة من 1210 مليارديرات من معظم الدول في لائحة هذا العام. لكن نسبتهم المئوية أصبحت أقل في 2011 عما كانت في 2010، حين بلغ عدد الأمريكيين 403 من أصل 1011 مليارديراً ضمتهم لائحة العام الماضي، أي أن أثرياء الولاياتالمتحدة كانوا يمثلون 40 في المائة من أغنياء العالم قبل عام. أما العشرة الأوائل في اللائحة 2011 فقد بلغت ثرواتهم مجتمعة 406 مليارات و100 مليون دولار، في حين كانت العالم الماضي 342 ملياراً و200 مليون دولار، علماً أن تسعة منهم استمروا بلائحة العشرة الكبار هذا العام لخروج الألماني كارل ألبرخت، وكان الأخير في لائحة 2010 بثروة كانت 23 ملياراً و500 مليون دولار، إذ حلت بدلاً منه في المرتبة العاشرة الأمريكية كريستي والتون. وكريستي والتون هي أرملة ووريثة جون والتون، القتيل في حادث طائرة في 2005 قرب منزله في الولاياتالمتحدة، وهنا لائحة بالعشرة الكبار في 2011 لجهة حجم الثروة مع درجة وثروة كل منهم كما كانت في 2010 وفق ''فوربس'' التي استنفرت لإعداد لائحتها الرقم 25 أكثر من 50 محرراً مختصاً بالتقصي في 13 بلداً. وفي لائحة هذا العام مفاجآت، منها أنه برغم استمرار الأزمة المالية في بعض الأسواق العالمية إلى حد ما، إلا أن عدد أصحاب المليارات ارتفع من 1011 إلى 1210 هذا العام، فيما ارتفعت ثرواتهم مجتمعة من ثلاثة تريليونات و600 مليار دولار في 2010 إلى أربعة تريليونات و500 مليار هذا العام، أي ما يزيد على الناتج القومي السنوي لألمانيا، ومن المجموع هناك 108 مليارديرات من الصين والهند وروسيا والبرازيل، بينما دخل 214 ثرياً نادي أصحاب المليارات لأول مرة. أما أصغر أصحاب المليارات فهو الروسي داستن موسكوفيتش (26 عاما)، أي بعمر الملياردير مارك تزوكربرج، الشريك المؤسس لمفجر الثورات والتظاهرات في العالم العربي، وهو موقع ''فيسبوك'' التواصلي، لكنه أصغر منه بثمانية أيام وثروته 13 مليارا و500 مليون دولار، وأكبر منهما بعام واحد فقط هو الشريك المؤسس لموقع ''جوجل'' الشهير، سيرجي برين. وعلى المستوى العربي، ما زال الأمير السعودي، الوليد بن طلال، يحتل المرتبة الأولى بين أصحاب المليارات العرب، فقد بلغت ثروته التي وضعته في المرتبة ال 26 عالمياً هذا العام 19 ملياراً و600 مليون دولار، بعد أن كان في المرتبة ال19 العام الماضي وبثروة كانت 19 ملياراً و400 مليون دولار . وتضمنت لائحة ''فوربس'' هذا العام 28 عربياً من سبع دول: سبعة من السعودية من ست عائلات وسبعة من مصر من ثلاث عائلات وأربعة من الإمارات من عائلتين، وستة من لبنان من عائلتين أيضاً، إضافة إلى كويتيين اثنين من عائلتين، وسوداني وعراقي، ممن كان مجموع ثرواتهم 103 مليارات و500 مليون دولار العام الماضي، وأصبحت مجتمعة 116 ملياراً و700 مليون دولار في لائحة هذا العام.