بات عسيرا على معظم الشباب أن يمر يومهم دون تصفح الإنترنت، وبخاصة غرف الدردشة، التي يعشقونها، فهم يحبون التفاعل مع أناس في مثل أعمارهم وتجمعهم بهم اهتمامات مشتركة. على الأقل هذا هو ما يريدون تصوره عما تقوم به تلك الغرف لكن الكثير من المخاطر تكمن في تلك الغرف، غرف المحادثة والدردشة ويجب على أولئك الشباب حماية أنفسهم . وقد تتحول المسألة لمشكلة عندما لا يكون الآباء على دراية بما قد يواجهه أطفالهم نتيجة خبرة كهذه. هناك أسس وقواعد للمحادثات والثرثرة الآمنة ينبغي أن يعرفها الاطفال والآباء على حد سواء. هل هناك قواعد معينة للدردشة؟ نعم ، القواعد المطبقة على خدمات الاتصالات عبر الإنترنت هي نفس القواعد المتبعة في الحياة الواقعية. وهذا يعني أن قوانين الأحداث والقوانين الجزائية كلها تطبق كما في الحياة الواقعية تماما في غرف الدردشة. ما الذي يعنيه هذا؟ ذلك يعني أن التشهير بأي شخص أو سبه غير قانوني. استخدام ألفاظ نابية أيضا من المحظورات وكذلك التحريض على استخدام العنف ضد مجموعة أوضد فرد، إرسال صور أو أفلام إباحية أو صور او رسائل تمتدح أعمال العنف وتثني عليها. مهم أيضا أن تعرف أن الجميع لهم حق حصري في استخدام صورهم ، ذلك يعني أنه إذا التقط شخص ما صورة ولو لصديق، لا يمكنه نشرها دون موافقة صاحب الصورة. ما الذي ينبغي أن يفعله الصغار قبل الدردشة؟ تقول كريستين كيرتشيمر، وهي مسؤولة بأحد شركات الإنترنت في ألمانيا، إنه ينبغي أن يجلس الأطفال مع آبائهم ليشرحوا لهم أصول وقواعد المحادثة عبر الإنترنت. فكما لا يسمح للأطفال بالخروج من المنزل في أي وقت يريدونه، لا ينبغي أن يسمح لهم بدخول غرف الثرثرة , والدردشة في أي وقت يشاءون، بل في أوقات محددة. كما ينبغي على الآباء أن يوضحوا لأبنائهم أنهم موجودون دائما لحمايتهم. كيف تبدو قواعدالدردشة؟ الأطفال على وجه الخصوص ينبغي أن يحموا بياناتهم. هذا يعني عدم البوح أبدا بأسمائهم الحقيقية ، بل عليهم استخدام أسماء مستعارة. ينبغي أيضا ألا يذكروا عناوينهم أو عناوين أصدقائهم أو أرقام هواتفهم المنزلية أو اسم المدرسة التي يدرسون فيها مطلقا. كما ينبغي ألا يرسلوا صورهم الشخصية أو أفلام مصورة لهم. وتحذر كيرتشمر أيضا من أنه لا ينبغي مطلقا أن يلتقي الأطفال أو الصغار بشركاء المحادثة الذين لا يعرفونهم بالفعل بصورة شخصية. هل يمكن رفع درجة التأمين والحماية في غرف الدردشة أو في موقع شبكة تواصل اجتماعي بوسائل فنية؟ في كل غرف الدردشة هناك إعدادات معينة يمكن ضبطها لرفع مستوى الأمان عند إجراء تلك المحادثات. فالمستخدم يستطيع على سبيل المثال أن يشترط إعلام أصدقائه فقط عندما عندما يكتب تعليقا، وانهم وحدهم يمكنهم الاتصال به. أيضا هناك إعدادات اخرى تضمن للمستخدم ضرورة موافقته على أي اتصال قبل ضم اسمه لقائمة اتصالات أحدهم كصديق. وينصح فيث شلايمان من فيسر رينج وهي منظمة ألمانية تعمل على مساعدة ضحايا الجريمة، بتنشيط هذه الإعدادات. هل هناك فوارق بين غرف الدردشة المختلفة؟ نعم، هناك الكثير من غرف الدردشة التي تخضع لإشراف دائم، وهناك أيضا غرف ثرثرة مخصصة للأطفال، في غرف الدردشة هذه يستطيع الأطفال والآباء ان يضمنوا أن هناك قواعد معينة تتبع عند إجراء المحادثة. كما أن بعض غرف الدردشة المخصصة للأطفال يكون بها وسطاء يطلعون على إسهامات الاطفال لضمان الحفاظ على القواعد واتباعها، ولا تنشر الاسهامات إلا بعد مراجعتها. ما الذي ينبغي فعله عندما يظهر شيء غريب أثناء المحادثة؟ أبلغ عما تراه على الفور، الكثير من غرف الدردشة بها خيار زر إنذار، يمكن الضغط عليه، علاوة على ذلك يستطيع الأطفال والصغار اللجوء إلي الوسيط (المراقب) وإذا ما شعر الطفل بالإزعاج عليه أن يقول ذلك، من المهم أيضا إبلاغ الأبوين.