نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في فرعها بمنطقة نجران الليلة الماضية الندوة الثالثة من سلسلة الندوات العلمية الفكرية بعنوان " الأمن الفكري المسؤوليات الشرعية " والتي شارك فيها كل من مستشار معالي وزير الشؤون الإسلامية مدير عام اللجنة العلمية الفكرية بالوزارة الدكتور ماجد بن محمد المرسال وعضو الدعوة وعضو اللجنة العلمية الفكرية بفرع منطقة نجران حسن بن عبدالله الجليل ، وقدم الندوة مدير عام الفرع الدكتور صالح بن إبراهيم الدسيماني . وفي بداية الندوة تحدث عضو الدعوة حسن الجليل عن أهمية التوعية الفكرية والأمن الفكري في وقتنا هذا ، وأعاد الخلل في العالم إلى أمرين : خلل في ضمير الناس والآخر خلل في التفكير ، مورداً الأمثلة والأدلة على ذلك التاريخ الاسلامي. ومن ثم انتقل الحديث للدكتور المرسال الذي أكد أهمية نشر الوسطية والاعتدال كمنهج إسلامي أتى به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وورثه العلماء من بعده ، كما تحدث عن الأمن الفكري كمصطلح جديد على المملكة نتيجة لما تعرضت له من فتن وأحداث خلال الأعوام الماضية من انحراف في أفكار بعض الشباب وكان لزاماً على العلماء والدعاة وطلبة العلم والخطباء التصدي لهذه الأفكار المنحرفة من خلال منابر المساجد وغيرها من وسائل الدعوة. وأوضح الدكتور المرسال أنه من خلال دراسة لجان المناصحة لأوضاع الشباب الموقوفين في قضايا أمنية وجد أن ( 87% ) منهم من غير أي خلفية علمية وإنما جرفتهم العواطف والأحداث السياسية في الساحة الإسلامية والشبهات ، وتأثرهم بأفكار المتطرفين ، مشدداً على ضرورة إيضاح هذه الشبهات لهذه الفئة من قبل الدعاة وطلبة العلم والخطباء ، وعدم تركهم عرضة للحماس والشبهات والعواطف. ونبه الدكتور المرسال إلى أن هناك خلل في التواصل معهم ، وأن ما يصلهم مغلوط أو ناقص في بعض المسائل مما يجعلهم يتبعون المنهج الخاطيء لنقص في الفهم وزيادة في الغيرة والحماس لبعض المسائل كالتكفير ، وتعرض مقدسات الإسلام للاعتداء ، مبيناً العديد من المواقف التي حصلت في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكيفية فهم الصحابة لها وكيفية تعامله - عليه الصلاة والسلام - معها. وأكد الدكتور ماجد المرسال أهمية قيام العلماء والخطباء بالسعي في تعاملهم مع المسلمين إلى عدة أمور يأتي في مقدمتها رفع الجهل لكونه أكبر أسباب الخلل الذي أوقع الفرق الهالكة وأكبر أسباب الخلل الذي أوقع الأمم السابقة وأكبر أسباب الخلل في الفرق التي تعمل على صرف الشباب في وقتنا الحالي ، وأن يقدم العلماء والخطباء ما يحتاجه الناس في أمور حياتهم ، ليرفعوا جهلهم ولا يجعلوهم عرضة لتشويش الأفكار أو سؤال وإتباع من لا علم له ، وأن يتوجه العلماء والخطباء بجزء كبير من دروسهم وخطبهم لفئة الشباب لكون الدراسة أشارت أيضا إلى أن (80 % ) من الموقوفين صغار سن فعليه لابد من مخاطبة عقول هؤلاء الشباب بما يناسبهم ، وعليهم أيضا أن يوضحوا للناس أن هناك مسائل صرف بيد ولي الأمر كمسائل الحرب والسلم والجهاد أمرها بيده وهو أمر لا يفهمه بعض الشباب المتحمس. وفي نهاية مشاركته في الندوة ، حث الدكتور المرسال أصحاب المنابر على التركيز على المسائل القطعية والمحكمة ، وتجنب مسائل الاختلاف والمشتبهات للمختصين ، وأن تستقى وتؤخذ الفتوى من أهلها المختصين وفق الضوابط المحددة لأهل الفتيا في الإسلام.